تنطلق أعمال قمة عدم الانحياز في طهران غدا «الخميس» وسط تناقض في مواقف الدول المشاركة فيها حيال القضايا المطروحة خاصة الأزمة السورية. حيث تحاول طهران تمرير قرارات لمصلحة النظام السوري، وتسويق مبادرتها التي تتمحور حول: إبقاء نظام بشار الأسد في الحكم، وإجراء مفاوضات بينه وبين المعارضة، وإيقاف إطلاق النار، وتشكيل مجموعة اتصال، ورفض التدخل الخارجي. وتوقعت مصادر دبلوماسية عربية في تصريحات ل «عكاظ» أن تصطدم المبادرة الإيرانية بموقف الدول العربية المطالب بضرورة رحيل النظام السوري الدموي بعد أن ارتكب مجازر راح ضحية لها آلاف من السوريين، والالتزام بالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي. وعلمت «عكاظ» من مصادر مطلعة أن مرشد الثورة الإيراني علي خامنئي سيلقي كلمة الافتتاح في القمة التي يغيب عنها عدد كبير من قادة الدول الكبيرة في حركة عدم الانحياز. ويعتبر مستوى التمثيل فيها ضعيفا نسبيا. وتوقعت المصادر أن تضع كلمة خامنئي القمة أمام مواجهة استحقاق الوفاء لشعارها المرفوع بعدم الانحياز والذي أسست على مبادئه هذه المجموعة الدولية. إلى ذلك، ناقش وزراء الخارجية في اجتماعهم التحضيري للقمة في طهران أمس مشروع البيان الختامي الذي يتضمن مواقف مجموعة عدم الانحياز حيال العديد من القضايا مثل محاربة العنصرية، وتجنب العدوان على دول المجموعة إلى جانب التشديد على ضرورة خلو العالم من أسلحة الدمار الشامل. ومن المنتظر أن يضع القادة في اجتماعاتهم غدا «الخميس» وبعد غد «الجمعة» اللمسات النهائية على البيان الختامي بعد إخضاعه للنقاش الذي يتوقع أن يكون ساخنا نظرا لتباعد مواقف بعض دول المجموعة خاصة فيما يتعلق بسبل حل الأزمة السورية، إذ ينتظر أن تدافع إيران بشدة عن حليفها الرئيس السوري بشار الأسد مما يضعها في موقف تصادمي مع الدول العربية، وعدد من الدول الأخرى. ورأى المعارض الإيراني علي نوري زادا في اتصال هاتفي مع «عكاظ» أنه لا أفق لنجاح القمة لأنه لايمكن لطهران أن تستضيف لقاء تحت عنوان عدم الانحياز وهي تلعب حاليا دورا محوريا في المواجهة، وانقسام المجتمع الدولي، وتأزيم النقاط الساخنة على مستوى العالم خاصة الدول الأعضاء في منظمة عدم الانحياز. وقال إن القضية المحورية التي سيواجهها المؤتمر في طهران هي الأزمة السورية. وهنا تكمن العلة الكبرى فإيران شريكة لنظام دموي. وكثيرا ما صرح مسؤولوها بأن أمنه من أمن إيران. وبالتالي فإن طهران عجزت من ألا تنحاز إلى النظام السوري، وبالتالي هي أعجز من الوصول إلى قرار موحد تجاه أزمة سورية في هذه القمة.