تشير الاجتماعات التحضيرية لقمة حركة عدم الانحياز التي تنطلق بعد غد الخميس في طهران إلى الانحياز للنظام السوري والدعوة للتصدي للعقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي، وهذان المحوران يوقعان القمة في دائرة المصالح الخاصة بعيدا عن تشخيص التحديات التي تواجه المنطقة برؤية عقلانية متزنة وغير منحازة. ورغم هذه المؤشرات فإن المؤمل من قمة طهران أن تراعي التوازنات السياسية في المنطقة للابتعاد عن التصادمات من أجل استعادة الاستقرار الذي يبدأ باحترام إرادة الشعب السوري والاستجابة لمطالبه من أجل الحفاظ على وحدة سوريا ومستقبلها بعيدا عن العنف والقتل الذي انتهجه نظام بشار الأسد لمواجهة شعبه. إن تعهد إيران بحماية نظام الأسد أسهم في ارتفاع نبرة التهديد والتحدي التي يطلقها بشار الأسد بين الحين والآخر والتي كان آخرها تأكيده أمام وفد إيراني بأنه مستمر على نهجه الدموي مهما كلف الثمن، فضلا عن إصراره على تصدير العنف والأزمة إلى لبنان، وهذا يضع قمة طهران أمام مسؤولية تطويق الأزمة السورية خصوصا وأن إيران تعد لاعبا رئيسيا في هذه القضية. ويتمنى الجميع من إيران التي تتسلم بعد غد من مصر الرئاسة الدورية لحركة عدم الانحياز ومدتها ثلاث سنوات أن تحافظ على الأهداف الأساسية للحركة والتي اتفقت عليها الدول الأعضاء، وفي مقدمتها تأييد حق تقرير المصير وعدم الانتماء للأحلاف العسكرية المتعددة الأطراف والابتعاد عن التكتلات والصراعات بين الدول الكبرى. إن الانحراف بمؤتمر طهران عن مبادئ عدم الانحياز يسلب هذه الكتلة السياسية قيمتها وقيمها التي منها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ودعم الاستقرار وسلامة الأوطان.