بعد أن انجلى غبار أفغانستان وتكشفت تلك الحروب أنها جزء من الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي، وما حدث بعد الانتصار الأفغاني (المدعوم) واقتتال الأفغان على عرش السلطة عقب ذلك الانجلاء اكتشفنا أن كثيرا من شبابنا كان حطبا لتلك الحروب. ومضت تلك الأحداث مخلفة (القاعدة) كبقايا للمحاربين تشربوا روح القتال من غير وجود أرض للمعركة،فحولوا كل أرض إلى معركة قتال (باستثناء إسرائيل) وهي المكان الذي كان من المفترض أن تدار فيه رحى كل الحروب ..فإذا سلمت إسرائيل من هذا بينما القتال والدم يسيل من حولها فعلى الفطن أن يتنبه ويسأل نفسه: لماذا لايحدث هذا؟ أعود وأقول: عقب إفرازات حرب الأفغان كان المحرضون للذهاب إلى هناك في مواقعهم من غير أن يخسروا شيئا لا ابنا ولا نفسا وقد ساقوا بدلا عنهم (الهدي) المجلوب من صفوف الأمة معلنين الجهاد تحت راية ليس لها قائد.. مضت حرب الأفغان من غير أي محاسبة لأولئك المزينين لشبابنا الموت في أرض المعارك التي تدار بالرومنت كونترول . والآن تعاد اللعبة ويتكرر حضور المحرضين ونحن نشاهد إعادة إنتاج فلم شبيه بفلم حرب الأفغان...فتجد شبابنا يموت في الشيشان والصومال والعراق وأخيرا في سوريا.. ولا أحد من المحرضين يريد أن يعلم أن كل التوترات والحروب هي مصنوعة كفقاعة هواء لتسريب الضغط والتنفيس عن تأزمات سياسية يبحث أصحابها عن خلق أجواء سياسية لتحقيق أهداف المخططين الكبار. وحين تعلن وزارة الداخلية رصدها أنشطة لعناصر مشبوهة لها اتصال بالتنظيم الضال في الخارج هو إعلان ينبهنا مرة أخرى أن شبابنا مسلوب من توجيهات خاطئة تستخدم أولئك الشباب الذين صفت ذواتهم وشفت لدرجة حب الموت على الحياة وإيهامهم بأنهم في حرب جهادية.. إن هذا الإعلان (ومع أهميته) يستوجب أيضا الالتفات إلى المزين للشباب مغادرة أوطانهم للموت في أركان الأرض، أو العبث بمقدرات وطنهم من أجل أن نتحول إلى صومال أو عراق أو أفغان جديد. وكما تقول الحكمة: إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، وهذا مايستوجب التنبه للمحرضين وإلزامهم بالتعقل قبل أن يقودونا لكارثة داخلية. فإن كان التحريض يأخذ أشكالا مختلفة إلا أنه ظاهر ظهور الشمس ولم يعد الأمر خافيا، فارحموا شبابنا من أن تتدحرج رؤوسهم من أجل أهداف سياسية ربما تغيب عن الكثيرين ممن ينساق لتلك الخطوات. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة