شعرت كثيرا بالفزع وأنا أطالع مقطع فيديو على ال «يوتيوب» لشاب صغير السن لا يكاد يتجاوز عمره عشرين عاما.. وهو يتحدث بحماس.. ويقول إنه مواطن من أبناء هذه البلاد.. وهو يتمنطق السلاح ويلبس لبس الميدان ويدعو الشباب إلى مناصرة إخوانهم في الشام ويتحدث عن اللقاء بهم جميعا في جنات النعيم. هذا الشاب وأمثاله كثيرون رأيناهم مع بدء الاحتلال الروسي لأفغانستان يتوجهون بالعشرات إلى ساحات القتال بدعوى الجهاد في سبيل الله.. وبعدها اكتشفنا أن هذه الحرب قد أنتجت لنا منظمة القاعدة.. وخرجت الآلاف من المحاربين لأوطانهم.. ومجتمعاتهم.. وأمنهم بدل أن يخرجوا أفغانستان من الكارثة التي غرقت فيها.. فإنهم اتجهوا ببنادقهم.. وبفكرهم المتشدد إلى صدور مواطنيهم.. وتحويل بلدانهم إلى خلايا نائمة.. وإلى مجتمعات غير مستقرة.. وقد نال بلادنا الكثير من أهوالهم المريعة لبعض الوقت لولا تيقظ أبناء الوطن.. ورباطة جأش رجال الأمن.. وسلامة التخطيط لتطهير البلاد من شرورهم.. حدث هذا في الماضي.. ولا أريد الحماسة تقودنا من جديد إلى نفس الخطأ وتدفع بصغار أبنائنا إلى وضع أشد خطورة من الوضع الأفغاني. لأننا وإن كنا نقف بكل مشاعرنا.. وبكل ما نستطيع ونملك مع سوريا.. والشعب السوري.. إلا أننا لا يجب أن نكرر نفس الخطأ.. ونعاود نفس المشهد.. فما حدث في الماضي كان كافيا لاستنزاف البلد.. والمجتمع.. والإنسان.. أما سوريا.. أما الشعب السوري الأبي فإننا معهم بكل ما نستطيع ونملك.. ويكفيهم منا الدعم والمؤازرة بكل أشكالها ومستوياتها دون أن نسمح لشبابنا بالدخول في أتون حروب أهل أوطانها أقدر على القيام بمسؤوليتهم فيها.. وأجدر بمواجهة الظلم الواقع عليهم من أنظمتهم.. وما أتمناه وأتطلع إليه هو أن تتواصل الجهود المبذولة لتصحيح مفهوم الجهاد عند صغار السن.. وأن نبعدهم عن المنزلقات الخطرة.. وأن نبين لهم أن الجهاد شيء.. والهلاك شيء آخر. *** ضمير مستتر: من نعم الله على الإنسان أن منحه العقل وأعطاه البصيرة.. ومع ذلك يشقى. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]