•• منذ سقوط الاتحاد السوفيتي عام (1991م) وتقطع أوصاله نتيجة الخراب الهائل الذي أصاب بنيته الثقافية والسياسية.. والأمنية والأخلاقية.. وروسيا الاتحادية تعاني كثيراً من الداخل والخارج بفعل «فظاعة» حالة الانهيار تلك.. •• فالنظرية الشيوعية لم تنهر أمام الرأسمالية الغربية في جانبها الاقتصادي فحسب.. لكنها قدمت أسوأ مثل على استعباد الفرد وتفكك المجتمعات وانهيارها قيمياً.. وفكرياً.. •• ونظرية تبني الحركات التحررية في العالم التي اعتنقها قدمت هي الأخرى نموذجاً آخر للاستعمار الجديد لمقدرات الدول والشعوب، وحولتها إلى بؤر إرهابية نشرت الخراب والدمار في مجتمعاتها قبل أن تصدرها للخارج أيضاً.. •• ونظرية الحرب الباردة التي كان السوفيت طرفاً قوياً فيها وسخر لها إمكانات البلدان التي استعبدوها طويلا وحولوها إلى خراب شامل.. لم تسقط «الدب الروسي» وحده.. وإنما أسقطت العديد من الأنظمة الدائرة في ركابه.. وما زالت تداعياتها مستمرة حتى الآن.. وما زالت نماذجها ماثلة أمامنا حتى اللحظة في كل مكان من هذا العالم.. وفي منطقتنا العربية على وجه التحديد.. •• تذكرت كل هذا وأنا أتابع تصريحات مفوض وزارة الخارجية الروسية لحقوق الإنسان.. (أكرر لحقوق الإنسان) وأتعجب لما تفوه به من تصريحات هو غير أهل لها.. لا هو.. ولا بلده.. ولا ثقافته الموغلة في التسلط والاستبداد والتمييز العنصري.. والحرب على الأديان.. والتعدي على حقوق الإنسان.. وسحق الأقليات.. فضلا عن اتصافها بالتفسخ والانحلال وغياب القيم الإنسانية والأخلاقية.. •• وليسمح لي الجميع بأن أقول.. إننا بالغنا في الماضي وكذلك في الحاضر في السكوت على الممارسات الروسية كثيراً.. وتحملنا منها الكثير والكثير بالرغم مما لحق بنا كأمة.. وكثقافة.. وكشعوب عربية.. وكمملكة عربية سعودية أيضاً.. •• وحتى بعد الموقف الروسي «المخزي» من الشعب السوري فإننا ظللنا نتمسك بالمبادئ والأعراف والتقاليد الدولية في التعامل مع «الروس» على طريقتنا المبالغ فيها في ضبط النفس.. والتمسك بشعرة معاوية.. وعدم التسرع.. وتبرير أخطاء الغير في بعض الأحيان.. •• لكن الوقت قد حان ليس فقط لاتخاذ موقف سعودي حازم وحاسم وقاطع مع روسيا التي «تبيع وتشتري» في مصائر دولنا وشعوبنا.. وإنما للاتفاق عربياً على مواجهتها وضربها بنفس السهام التي تضربنا بها.. وبسواها أيضاً.. فنحن كدول ومجتمعات نملك الكثير مما يمكن أن يجعلها تفكر ألف مرة في الكف عن ممارسة سياساتها اللا أخلاقية واللا إنسانية تجاهنا، إذ لم يعد الوقت وقت بيانات أو تصريحات.. أو تجاذبات.. لأن المنطقة كلها باتت مهددة بالخطر بفعل السياسات «الروسية» غير المسؤولة ولا أدري.. ننتظر من.. وماذا.. ولماذا ؟! *** ضمير مستتر: [•• عندما تحترم من لا يحترم نفسه.. ولا يرعى التزاماته فإنك تشجعه على المضي في امتهانك والتجاوز عليك ••] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]