إذا كان صحيحا ما نسب إلى «عبدالفتاح مورو» القيادي في حركة النهضة في تونس «بأنه حذر من فتنة بسبب ما أسماه قيام دعاة سعوديين بتنظيم دورات لنشر الفكر الوهابي في تونس مقابل مبالغ مالية تدفع للشباب الذين يقومون بهذا النشاط». وإذا كان صحيحا ما نسب إلى وزارة الثقافة التونسية بأنها «حذرت المجتمع التونسي من احتقان مذهبي غريب على المجتمع بعد أن شهدت البلاد سلسلة اعتداءات سلفية على المهرجانات». إذا كان هذا وذاك صحيحا.. فإن علينا أن نتوقف عند هذه الاتهامات الجديدة والخطيرة لبلدنا.. وهي اتهامات تعودنا عليها كثيرا.. وألفنا الاستماع إليها في أكثر من بلد عربي آخر.. ولاسيما في ظل «هوجة» الربيع العربي.. وفي أعقاب تداعياته المؤسفة.. وتصدعات مجتمعاته الأليمة. أقول.. إذا كانت هذه الاتهامات الجديدة من تونس صحيحة.. فإن علينا أن نرد عليها بقوة.. ووضوح.. ولا نتجاهلها.. ولا نصمت عنها.. ولا نقبلها بأي حال من الأحوال لعدة أسباب: السبب الأول: أن المملكة العربية السعودية.. دولة وشعبا هي ضد كل شكل من أشكال الفتن.. بكل صورها وألوانها. والسبب الثاني: أن بلدنا في مقدمة الدول العربية والإسلامية التي عانت من لوثة «التزمت» و«المتزمتين» وأنها شنت وما تزال تشن حملة قوية ضد كل شكل من أشكال التطرف والغلو في أي صورة من الصور.. لأننا نطبق شريعة الله السمحة ولا نقبل الزج باسمنا.. في أتون حروب سياسية أو آيدلوجية داخلية لدول عربية شقيقة.. لا شأن لنا بما يدور فيها من قريب أو بعيد.. والسبب الثاني: أن الحديث المتكرر عن ما يسمونه بالوهابية هو افتئات رفضناه كثيرا.. وأوضحنا معه أن عقيدة هذه البلد.. صافية.. ونقية.. وأنه لا يوجد لدينا مذهب غير المذاهب المعتمدة إسلاميا ودوليا.. وهي مذاهب نحترمها جميعا.. ولا نميز بين مريديها.. ونرفض مبدأ التصدير لأي منها إلى أي مكان في هذا العالم لأننا نحترم خصوصية كل بلد.. ومعتقداته.. واختياراته.. وبالتالي فإننا نرفض مبدأ الربط بيننا وبين تلك الفتن التي تشهدها تلك البلدان.. لأننا لسنا مسؤولين عن الحالة المأساوية التي وصلت إليها بعض المجتمعات لأسباب تخصها ولا تعنينا.. ولا تعبر عن ثقافتنا.. ولا تعكس حقيقة سياساتنا ومواقفنا كبلد يرفض تدخل الآخرين في شؤونه الداخلية رفضا تاما.. ومن باب أولى أن ينأى بنفسه عن التدخل في شؤون الدول والمجتمعات الأخرى وبالذات في المسائل الفكرية.. والثقافية.. والأمنية والسياسية. وفي نفس الوقت فإنني لا أجد غضاضة في الاعتراف بأننا مقصرون في تصحيح بعض المفاهيم الرائجة والسائدة عنا.. أو التي يتم إلصاقها بنا.. وأن هذا القصور قد بلغ حدا أغرى كل من له مشكلة مع فئة في مجتمعه بأن يلقي وزرها علينا. وسواء رضي البعض أم لم يرض.. فإن هذه البلاد المقدسة ستظل كما أرادها الله.. منطلقا لرسالة الهداية والنور.. وموئلا لأفئدة المسلمين جميعا وفي كل مكان.. كما ستظل كذلك إلى أبد الأبدين.. وإذا كان الشيخ «مورو» أو غيره.. قد قال كلاما كهذا.. فإن عليه أن يراجع نفسه.. ويصحح معلوماته.. ويبحث عن المصادر الحقيقية لما يشكو هو منه.. أو يستشعر معه الخطر على بلاده.. ونحن متأكدون بأنه سيكتشف الحقيقة.. ويكتشف معها أن هذه البلاد لم ولا يمكن أن تفعل ما يشكو منه.. لأنها ضد مبدأ تصدير الأفكار والمذاهب والتوجهات والأجندات الدينية أو السياسية على الإطلاق. *** ضمير مستتر: هناك من يهدمون أوطانهم ويحاربونها من داخلها، فإذا عجزوا عن تحقيق أهدافهم الشريرة.. حملوا الآخرين مغبة ما يحدث لتلك الأوطان. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]