فيما حذر تربويون من الانسياق وراء مبالغات الأبناء في شراء أدوات مدرسية لا حاجة لهم بها تشهد المكتبات ومحال بيع وتسويق القرطاسية موسمها السنوي المحدد بعودة الطلبة والطالبات لمدارسهم، وناشدت رئيسة لجنة المدارس الأهلية للبنات في غرفة جدة للتجارة والصناعة فريدة محمد علي فارسي أولياء الأمور بعدم الانصياع لرغبات أبنائهم وبناتهم التي تزيدها الإعلانات التجارية المسوقة للقرطاسية والأجهزة الإلكترونية المدرسية وغيرها من المتطلبات التي لا يحتاجها الطالب أو الطالبة، والتي عادة يكون مصيرها الترك والإهمال بعد أيام قليلة من بدء الدراسة، كما أكدت فريدة فارسي على ضرورة تعليم وغرس ثقافة المحافظة على المقتنيات في نفوس الأبناء، خصوصا من كان منهم في المراحل الدراسية الأولى وقالت ل «عكاظ» من الضروري أيضا أن يحرص المعلمون والمعلمات على عدم تحميل طلابهم طلبات لا تعود عليهم بالفائدة وتكون في نفس الوقت عبئا على الأسرة، مشيرة إلى أن ذلك الأمر يحدث في كثير من المدارس وهو للأسف سلوك خاطئ يجب التنويه عنه. عدد من ملاك المكتبات وتجار القرطاسية أكدوا ل «عكاظ» أن مبيعات القرطاسية خلال الأسبوعين الحاليين ترتفع بنسبة تصل إلى 300 % عنها في في الفترات العادية، خصوصا بالنسبة للدفاتر والأقلام والحقائب المدرسية وأدوات تغليف الدفاتر، إضافة إلى الكماليات المستخدمة من قبل الطلاب مثل الشرائط للبنات والشراريب وبعض نوعيات من الأحذية التي تباع في المدارس، مؤكدين أنه لا توجد إحصائية دقيقة تكشف حجم المبيعات أو حجم سوق القرطاسية وأن الأرقام المتداولة في ذلك الشأن هي تقديرات تصدر عن مستوردين أو عاملين في القطاع الذي يتعدى المكتبات بدخول بعض محال بيع الخردوات وبعض محال الهايبر ماركت والسوبر ستور فيه، ما يجعل حصره أمرا صعبا، خصوصا وأن هناك بعض التجار الذين يستوردون القرطاسية في الموسم ومن ثم يبيعونها بالجملة، في حين أنهم غير متخصصين في القطاع، كما أكد عدد آخر أن عودة المدارس أيضا هي موسم مؤثر في زيادة حجم مبيعات الكثير من الأجهزة الإلكترونية وأجهزة الكمبيوتر المستخدمة من قبل الطلاب إضافة إلى ملحقاتها ومستلزماتها. «عكاظ» رصدت عدة تقديرات من قبل عاملين في مجال القرطاسية بلغ تقدير البعض فيها بأن حجم سوق القرطاسية في المملكة يصل إلى 4 مليارات، في حين تبلغ مبيعات العودة إلى المدارس من 800 مليون إلى مليار ريال، في حين قال تاجر القرطاسية عبدالرحمن بخضر ل «عكاظ» إن غالبية المكتبات ومسوقي القرطاسية يبدأون في استقبال بضائعهم المستوردة من خارج المملكة وخصوصا من دول شرق آسيا خلال شهري رجب وشعبان خصوصا وأن الأدوات القرطاسية هي من الأمور التي يتم تجديدها سنويا سواء بالنسبة للنوعيات أو الأمور التي تتطلب وجود تواريخ عليها وكذلك الأشكال، ونفس الأمر يحدث مع أدوات القرطاسية المصنعة في المملكة وهناك نسبة كبيرة من أمور القرطاسية تصنع محليا مثل الدفاتر والأقلام والمساطر وكثير من الأمور، وهناك ما يصدر من تلك المصنوعات إلى دول مجلس التعاون الخليجي ودول مجاورة. عدد من العاملين في بعض المكتبات أكدوا ل «عكاظ» أن هناك زيادة في أسعار القرطاسية خلال هذا الأسبوع وخلال الأسبوعين القادمين، مشيرين إلى أن الأسعار بعد ذلك تنخفض بنسبة تصل 20 % عما هي عليه في الوقت الحالي، كما أكدوا أن الفترة الحالية تعد فرصة للكثير من التجار لتصريف بضائع الموسم المنصرم بسعر مناسب إضافة الى استفادة كثير من تجار الخردوات من بيع القرطاسية الموسم الماضي والتي عمدت كبار المحال للبيع بأسعار زهيدة بعد وصول بضائع الموسم الحالي.