تحتل الجنبية مكانة رفيعة في قلوب أهالي منطقة نجران على مرور الأزمنة والتاريخ وبقيت محتفظة بتلك المكانة رغم تعاقب الأجيال والحضارات، بل إنها ما زالت مرافقة للأهالي ولم يتم الاستغناء عنها، إضافة إلى توارث الأجيال لها وحرص الجميع على التزين بها. وخلال عيد الفطر انتعش سوق الجنابي في منطقة نجران نظرا لإقبال الأهالي وزوار المنطقة على البيع والشراء من خلال اقتناء الجنبية والخنجر كرمز تراثي وتقليد شعبي متوارث عند ابناء المنطقة، ففي كل عام من هذا التوقيت يزداد الطلب على الجنبية فهي ركن أساسي من الزي النجراني والزينة لشبابها وشيابها وتصل أسعارها الى أرقام فلكية تتجاوز حاجز المئتي الف ريال في المميز منها، وحول ما تعنيه الجنبية للمواطن النجراني تحدث عبدالوهاب بن محمد آل دغثم قائلا: إن الجنبية تعني لنا الكثير الكثير فهي رمز للأصالة والتراث وهي جزء مهم من حياتنا وزينتنا في الأعياد والمناسبات العامة، فقد كانت في السابق سلاح الرجل الشخصي في حال اعتدى عليه أي أحد وعندما كان الركبان يسيرون مسافات طويلة قبل عصر السيارات والطائرات كانت الجنبية هي وسيلة الدفاع الأولى للرجل كما أن لها استخدامات شخصية في الحياة اليومية سابقا، أما الآن فقد أضحت الجنبية رمزا لتراث عريق وزينة يتباهى بها الرجل في المنطقة. وحول أسعارها يقول آل دغثم «الزين منها غال جدا». أما الشاب صالح اليامي فقال: رغم دخول الموضات وتطور الحياة بشكل متسارع إلا ان اقتناء الجنبية ولبسها في المناسبات العامة والأعياد لم يندثر ولم تلغه الثقافات الدخيلة والموضات المتتالية حتى الشباب الذين غادروا نجران الى خارج المملكة كمبتعثين تجدهم عند عودتهم يتحزمون بالجنابي ويعودون يمارسون طقوسهم وثقافتهم في ارتداء الجنبية. أما ابو حمد وهو صاحب محل بيع الجنابي والخناجر فقال: الطلب يتزايد عليها في هذه الأوقات بالذات نظرا لحلول العيد، فهي جزء لا يتجزأ من لباس المواطن في نجران من شباب وشيبان، بل ان الكثير من شباب اليوم متولع بحب الجنابي واقتنائها كجزء أساسي من شخصيته في المحافل والأعياد، ومنها ما هو غال يتخطى مبلغ 200 ألف ومنها ما هو رخيص وتقليدي يصل سعره إلى 500 ريال وتعتمد على نوعية السلة أو رأس الجنبية إذا كان من زراف أو من قرن، والآن دخل البلاستيك أو الروس المقلدة للسوق وأصبحت تتداول نظرا لارتفاع أسعار الجنابي المميزة ويزيد الطلب عليها أثناء الأعياد والإجازات والاحتفالات والمناسبات السعيدة. ويذكر صالح اليامي انه بعد قرار الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة الذي يقضي بمنع دخول قرون وحيد القرن إلى الأسواق اليمنية، على اعتبار أن اليمن تقع ضمن أهم الدول التي تهدد بانقراض وحيد القرن، أدى ذلك إلى ارتفاع سعرها وظهور أنواع مقلدة من البلاستك رخيصة الثمن. وأضاف: الإقبال على سوق الجنابي يكون أكبر في الأعياد وفي فصل الصيف، حيث تكثر المناسبات. مشيرا إلى أن هنالك تزايدا تدريجيا داخل المجتمع لاقتناء الجنبية فيعتبرها الكثير ضرورة لا بد منها.