يعد سوق الجنابي والخناجر من أهم الأسواق التراثية في منطقة نجران، ويحظى بزيارة الوفود الرسمية والسياح من داخل المملكة وخارجها. وتبقى الجنبية والخنجر النجرانية هي الأكثر حضوراً لدى المواطنين منذ عقود السنين، حيث تحظى باهتمام كبير من قبل الأهالي الذين يحرصون على شراء واقتناء الجنابي النجرانية والحفاظ عليها، وحملها في المناسبات، والتي تعد رمزاً تاريخياً لهذه المنطقة. وتعتبر صناعة وصقل الجنابي الأكثر حضوراً على خارطة السياحة “التراثية والشعبية” في منطقة نجران، وتعد صناعة وصقل الجنابي والخناجر في سوق “أبا السعود”، بالقرب من قصر الإمارة التاريخي، من أهم الصناعات الحرفية، والتي يعتبرها الأهالي إرثاً تاريخياً، وتحظى باهتمام كبير من الأهالي وزوار المنطقة. وفي جولة ل”الشرق” على سوق الجنابي في الحي بمنطقة نجران، تحدث صاحب محل المواطن محمد علي آل عدينان قائلاً إن اقتناء الجنبية النجرانية يعتبر جزء لا يتجزأ من التراث العريق لهذه المنطقة الغالية من الوطن، ورمزاً للأبناء من الآباء والأجداد، حيث إن أهالي منطقة نجران حريصون على اقتناء الجنابي والخناجر والحفاظ عليها مهما بلغت التكاليف، معتبرين ذلك من العادات الأصيلة لأبناء المنطقة، وأشار المواطن محمد أحمد شيبان أن أسعار تلك الجنابي يصل إلى مبالغ كبيرة، خاصة ذات المواصفات الجيدة. وأضاف أن سعر بعض الجنابي والخناجر يتجاوز 150 ألف ريال، والسعر الأدنى لا يقل عن عشرة آلاف ريال لبعض الأنواع، حسب مواصفات الجنبية، وهي التي تعطيها القيمة السوقية حسب جودتها، وتتعدد أنواع الجنابي والخناجر، ومنها الجنبية ذات الفصوص المتعددة، والجنبية الذرور، والجنبية الدرما، أما بالنسبة للخنجر النجراني فله أشكال مختلفة، وتتميز بزخارف ونقوش فنية تظهر طابع الخنجر النجراني. أما صاحب محل عبدالله محمد الزبيدي فقال: “إن رأس الجنبية، أو الخنجر، يسمى ب (المقبض)، وهو ما يميز جودة الجنبية، ويصنع من أنواع عدة أهمها (الزراف)، وهو من أفضل الأنواع، والنوع الآخر يصنع من قرون بعض الحيوان، وترصع المقابض بقطع من الذهب، أو الفضة، مما يكسبها جمالاً، أما الطوق وصدر الخنجر فيغطى بصفائح وأسلاك دقيقة، وحلقات من الذهب أو الفضة، بطريقة ومهارة عالية، أما بالنسبة ل (السلة)، فلها أنواع، أبرزها ما يسمى ب (المسمار الهندي الحضرمي). من جانبه، أوضح المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة نجران، صالح بن محمد آل مريح، إن صناعة وتسويق الجنابي والخناجر من مقومات الجذب السياحي، حيث تحرص الهيئة العامة للسياحة والآثار على إبراز ودعم هذا الموروث الأصيل.