اتفقت ردود عدد من المثقفين والإعلاميين حول سؤال وجهته لهم «عكاظ» يتعلق بأمكنة قضائهم إجازة العيد، حيث أكدوا جميعا أنها كانت بين الأهل والأحباب والأقارب ومن ثم الأصدقاء، ولكنها اختلفت حول رؤيتهم للمشهد الثقافي خلال أيام العيد إذ أكد البعض الغياب التام للفعاليات الثقافية التي يعول عليها بتنمية الوعي أو التأثير في الرأي العام، بينما أكد البعض الآخر وجودها وحمل مسؤولية التقصير على الجمهور الذي لم يتفاعل مع برامج الفعاليات المختلفة . وقال الشاعر عبدالله بيلا: أقضي أيام العيد في مكةالمكرمة بين الأحبة والأهل والأصدقاء ، أما بالنسبة للفعاليات والبرامج الثقافية خلال العيد وتحديدا في مكة فإنها جيدة رغم قلتها ووجدت تفاعلا لابأس به، لكننا نتمنى أن تكون أكثر من ذلك في الأعوام القادمة من حيث عدد الفعاليات أو مستوى الحضور. أما الكاتب عبد الرحمن العكيمي فقال: في فضاءات الشمال المفعمة بجمال الطبيعة والمتنزهات البرية وتحديدا في تيماء ، لازلت أقضي هذة الأيام هنا بين الأهل والأحبة حيث يظهر العيد بأجواء أكثر ألقا وحميمية. أما ما يتعلق بالفعاليات الثقافية خلال إجازة العيد فأنا أعتبر أنه لا يوجد صناعة برامج جماهيرية تؤثر في الجماهير والرأي العام أثناء العيد، كون القنوات المحلية منشغلة بما هو أقل أهمية لشريحة المثقفين، وأيضا يظل المتلقي الثقافي بحكم نخبويته لا يتواصل مع تلك الفضائيات اثناء العيد فتتجه نحو البرامج الجماهيرية وبالذات التي تهم الشباب والمرأة والطفل. وعن فعاليات المدن والمناطق قال: باستثناء أمانة الرياض لا يوجد برامج ثقافية أو فنية جادة. وفي ذات السياق قالت الإعلامية بدور أحمد معدة ومقدمة برنامج صباح السعودية في القناة الأولى : طبعا لا زلت أقضي أيام العيد خلال الفترة الصباحية في تقديم البرنامج مباشرة على الهواء ، ثم في الفترة المسائية أمنح نفسي فرصة للقاء الأهل والأقارب لمعايدتهم . وعن البرامج والفعاليات الثقافية في العيد قالت «كانت جيدة هذه السنة ومتميزة كونها شملت كافة فئات المجتمع ولم تكن محصورة على شريحة واحدة فقط». وتضيف وكان الشيء الأجمل في تلك الفعاليات أنها منحت الطفولة اهتماما خاصا عبر تدشينها للمسرحيات والحفلات المخصصة للأطفال الأحبة كونهم أمل الحاضر وكل المستقبل ، وهذا الشيء كنا نفتقده خلال السنوات الماضية ومسرح الطفل شيء هام ورائع في أي مجتمع. وفيما يتعلق بفعاليات المناطق فقد تفاعلت كل منطقة مع العيد وفقا لسياقها الثقافي وموروثها الشعبي والفني . من ناحيته قال عبدالله التعزي «قضيت العيد في جدة بين الأهل حيث تناولنا إفطارنا السنوي المعتاد مع بعض وتناولنا الدبيازة وحلاوة العيد في أجواء رائعة وحميمية». وأضاف «الفعاليات الثقافية في جدة هذه السنة كانت جيدة وعلى رأسها المسرحيات التي انتشرت في معظم الأحياء». كما لا ننسى حفل جمعية الثقافة والفنون الذي اقيم ليلة البارحة بمقرها في الكورنيش. وعلى نفس المنوال قالت نازك الإمام المذيعة بإذاعة جدة «أيام العيد أقضيها في العمل عبر اعداد التقارير الميدانية للإذاعة وبين الأهل، حيث اصطحب أبنائي الى المطاعم والمنتجعات السياحية في جدة لقضاء أوقات جميلة وتناول وجبات جديدة ومختلفة». أما الفعاليات الثقافية هذه السنة فكانت جيدة في جميع مناطق المملكة وشملت الكبار والصغار وخصوصا المسرحيات التي عرضت في محافظة جدة وعلى رأسها المسرحيات النسائية. من جانبها، قالت الأديبة شيمة الشمري : «العيد يعيد صناعة البهجة في قلب كل مسلم، وأجمل مافيه تلك اللقاءات العائلية اللطيفة التي باتت تقل في هذا العصر. كما يزهو العيد بتلك الابتسامات العذبة التي تعلو وجوه الصغار. لا أظن العيد عيدا بدون الأهل والأصدقاء فهو بهم ومعهم وهم عيدنا الحقيقي». المشهد الثقافي بعامة لم يعد كما كان. بات مملا في الأيام العادية فكيف سيكون في العيد!. مع محاولة بعض الأندية عمل بعض المناشط لكن أغلبها بعيد كل البعد عن طبيعة عمل النادي الأدبي ومهامه هي «سد فراغ ليس إلا». إلى ذلك، قال مشعل الثبيتي كبير مذيعي إذاعة جدة ومدير ادارة التغطيات الإذاعية «العيد قضيته ما بين اذاعة جدة والطائف حيث لا يحلو العيد إلا بلقاء الأهل والأحبة والزملاء، أما بالنسبة لما يتعلق بالبرامج والفعاليات الثقافية فأنا أعتبر أن الجهات الرسمية قامت بواجبها وبذلت جهودا مضنية في هذا الاتجاه من حيث اقامة الفعاليات الثقافية وتوزيعها على أكثر من موقع، ولكن يبدو أن الرسالة لم تصل للجمهور المستهدف وبالتالي كان الحضور باهتا. في حين نجد أن وسائل الإعلام وعلى رأسها الفضائيات المحلية للأسف ركزت على البرامج الترفيهية وتناست الجانب الثقافي ومدى أهميته في بناء الوعي المجتمعي».