تسلمت هيئة التحقيق والادعاء العام بمنطقة مكةالمكرمة قضية مقتل الشاعر والإعلامي فيصل البركاتي في شقته بحي الروضة بجدة لاستكمال التحقيق في هذه القضية الجنائية التي ما زال يكتنفها الغموض. وقتل البركاتي صباح أول من أمس في مكتبه بمنزله المكون من أربعة طوابق في حي الروضة بجدة، وأكدت الجهات الأمنية وجود شبهة جنائية في مقتله، وكشفت الأدلة الأولية أن الفقيد تعرض لضربة بآلة حادة في مؤخرة رأسه وكانت السبب في وفاته. وفي الوقت الذي شددت فيه الجهات الأمنية تطويقها لمنزل المجني عليه، وانتشرت معه فرق البحث والتحري بكافة أرجاء حي الروضة، كشف الناطق الإعلامي المكلف بشرطة جدة الملازم أول نواف البوق ل "الوطن" عن أن شرطة جدة سلمت القضية لهيئة التحقيق والادعاء العام لاستكمال التحقيق في القضية، بينما أبقت الشرطة على إجراءاتها الاعتيادية المتعلقة بالبحث والتحري. وعلمت "الوطن" أن فريقا من التحقيق والادعاء العام بدأ مجريات القضية عبر استدعاء كل من لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالمجني عليه، وأن التحقيقات ستتواصل لحين وصول نتائج الأدلة الجنائية، ورفع البصمات من مسرح الجريمة. من جانبه، قال مدير عام إذاعة جدة الدكتور عبد الله الشايع ل "الوطن" إن العين لتدمع، والقلب ليحزن، فالأخ فيصل هو من الزملاء الكرام في إذاعة جدة، ومن رواد التمثيل الإذاعي، وكتابة الكسرات الشعبية، ويتمتع برصيد هائل في العلاقات الإنسانية، وأشهد له بالهدوء بينه وبين زملائه، وكان من المفترض أن يذاع له رمضانيات هذا العام، ونقول له إننا على فراقك يا فيصل لمحزونون. وأكد مدير شرطة حي السامر هزاع الحسيني وهو أيضا ابن أخت فيصل، وزوج ابنته "إن الفقيد كان وحيدا في مكتبه حينما وقع حادث القتل، نظرا لوجود أهله في المدينةالمنورة، وإن العزاء سيقام في اليومين الأولين بمنزله في وادي فاطمة، بينما يقام ثالث أيام العزاء بمنزله في جدة". واعتبر الحسيني الراحل الأب الثاني، وأنه كان يتعامل معي كأخ طوال حياته، وإنه لم يحدث أن أساء لأي شخص في أي يوم من الأيام، بل كان محبوبا وسط العائلة، وكانت له أعمال خيرية يعملها في الخفاء، بل إنه حتى أبناؤه وأقرب المقربين له لا يعلمون عنها شيئا. وكشف عن أن الراحل له عدد من الأبناء، أولهم ضابط ومحقق أمني، وثان في مؤسسة البريد، وثالثهم خالد الذي يعمل في محافظة جدة، وعبد الله في كلية الهندسة، وله ثلاث من البنات يعملن مدرسات، وأنهم لا يتوقعون أن يكون هناك سبب لغدره، خصوصا أنه ليس له أعداء كونه رجلا وأديبا وشاعرا، ويكتب حتى في الأيام الوطنية. من جهته, قال كبير المذيعين والمدير التنفيذي بالإنابة في إذاعة جدة فريد مخلص "تربطني بالأخ المغفور له بإذن الله فيصل البركاتي علاقة طويلة الأمد، وبدأت منذ 30 عاما، وأذكر أن أول لقاء به كان بحضرة الموسيقار طارق عبد الحكيم، حيث تربطه به علاقة فنية، وتزاملنا في الإذاعة في العديد من البرامج، وأن أول برنامج قدمه هو برنامج "كسرات شعبية" قبل 10 سنوات، وكان له جمهوره ومتابعوه بشكل كبير". وأوضح مخلص أنه من ضمن البرامج التي قدمها" كلمة لك وكلمة عليك"، واستمر أكثر من 5 سنوات، وهو برنامج تمثيلي لمعالجة المشكلات الاجتماعية، وأيضا قدم برنامج "رمضانيات" الذي من المفترض أن تقدمه الإذاعة في رمضان هذا العام، ويتكون من 15 حلقة، وهو برنامج تمثيلي يومي يعالج الكثير من المشكلات الاجتماعية، وظهر الأمس كان القسم التنفيذي مجتمع برئاسة الدكتور عبد الله الشايع، وعلى وشك الاتصال به لنبلغه أن البرنامج سيمدد ل 15 دقيقة بدلا من 10 دقائق، ولم نكن نعلم ما حدث له، ونسأل الله أن يغفر له ويسامحه. وأوضحت المذيعة جواهر بنا أن فيصل كان من أكثر الأصدقاء حميمية، وزميل درب، ولها علاقة قوية بأسرته، ويعتبر من الرواد في إذاعة جدة، وكانت تعمل معه لمدة سنوات، واشتركت معه في إعداد برنامج رمضانيات. وأكد مدير مكتبة التسجيلات في جدة سابقا محمد سادس موسى أن فيصل رحمه الله على علاقة كبيرة جدا به وبزملائه منذ عدة سنوات، وكان من المتعاونين مع الإذاعة، ومن كتاب الأغنية والشعر والأدب، وكتب لكل من طلال مداح وفوزي محسون، وقد كانت أخلاقه عالية جدا. وكانت آخر أعمال الراحل الفنية مشاركته الأسبوع الماضي مع صديقه ناجي طنطاوي في ندوة "الشعر الشعبي بين الهوية المحلية ونداءات الحداثة" في العاصمة الجزائرية التي جاءت بدعوة من الرابطة الوطنية للأدب الشعبي.