على رغم أن مظاهر الفرح بعيد الفطر بدت في مختلف أنحاء مدينة الرياض عقب انتهاء صلاة العيد مباشرة، بتسابق المواطنين والمقيمين إلى معايدة بعضهم البعض، إلا أن مقابر الموتى في مدينة الرياض شهدت صباح أمس، توافد العشرات من المواطنين الذين تواجدوا لزيارة موتاهم والترحم عليهم، مصطحبين نساءهم وأطفالهم، حيث شوهد الكثير يقرأون القرآن، والدعاء للموتى بالرحمة والمغفرة. كما وزعت الكثير من الصدقات على المحتاجين بالقرب من المقابر. واعتاد محمد عبدالله منذ ثلاثة أعوام أن يزور مقبرة محافظة الدرعية للترحم على والدته والدعاء لها، قبيل أي زيارة يقوم بها لأقاربه وأصدقائه عقب صلاتي عيد الفطر وعيد الحج. وقال خالد العتيبي: «أحرص على أن أزور قبر والدي في أوقات مختلفة، لكن زيارته في العيد أمر ضروري لي»، مضيفاً أنه كثيراً ما يحرص على أخذ أبنائه معه كي يترحمون على جدهم، «زيارة الناس للمقابر عقب صلاة العيد إن كانت للموْعظة وتذكّر من ماتوا فلا بأس بذلك». ويشير أحمد بن علي إلى أن تواجده في مقبرة النسيم صباح العيد ليس هدفه الوحيد السلام على والده المتوفى والترحم عليه، «بل أسأل الله قبول أجري في السلام على جميع الموتى والدعاء والاستغفار لهم». ويلفت الطفل تركي الدحمان (12 عاماً) إلى شعوره بالارتياح الكبير، عقب زيارة قبر والدته المتوفاة منذ عامين، «أحرص على زيارته باستمرار والدعاء لها وتقديم الصدقات»، مضيفاً أن والده كثيراً ما يذكره بالذهاب إلى المقبرة لزيارة والدته والدعاء لها.