انتهى رمضان وانفض سوق الغفران ووقفة قبل أن ننسى هذا الشهر الحبيب وقد فاز فيه العاملون المخلصون وخسر فيه الغافلون. قف مع نفسك اسألها وحاسبها، ماذا قدمت في رمضان؟ حافظت على القرآن أم حافظت على المسلسلات؟ خشعت لله رب العالمين أم تسمرت في خشوع أمام ممثل أو ممثلة أتقنوا فن الفتنة وزرع الغفلة في القلوب؟. أين نظرت العين أفي كتاب الله أم نظرت إلى الحرام؟. أين كان القلب؟ عند الله أم عند الطعام والشراب؟ قف وتأمل حالك الآن وأسال نفسك: يا ترى لو مت الآن أين سأكون، في الجنة أم هي النار والعياذ بالله؟. ياترى هل غفر لي في رمضان؟ أم خبت وخسرت؟ يا حسرة ذلك العبد الخاسر الذي يأتيه موسم الخير فيتركه وتلامسه الرحمات فينزع نفسه منها. ماذا فعلت في رمضان؟ كن صادقا مع نفسك لتنجو. هل أغتنمت موسم الخير؟ هل عرضت نفسك لنفحات الرحمة من الرحمن الرحيم؟. ها هي أيام الخير قد مضت ورحلت. لقد نادى المنادى: يا باغي الخير أقبل، يا باغي الشر أقصر. وها هو صوت المنادي بلهفة المحب تلك أدركت أياما قد لا تعود لمثلها، في العشر الأواخر قد جعلها الله الفرصة الأخيرة لمن أفاق وأحب أن يغتنم من الخير والرحمة. فيا أيها العبد الضائع يا من لا يملك عمره ولا يدري مصيره، يا من تحتاج إلى الرحمة وتبتعد عنها، أيها الفقير إلى الله وكرمه لقد دخل عليك رمضان وها قد انتهى. ألم يحن وقت الرجوع؟ ألم يحن موعد التوبة الصادقة؟ يا من ضاع منك رمضان والفرصة لتلحق قطار الفائزين، ففي كل يوم من رمضان ينجو من النار سبعون ألفا فهل لحقت بهم. هل أفلتت منك ليلة القدر ولم تحرص بأن لا تفوت منك. هل تطيق تعبد الله أربعا وثمانين سنة متصلة؟ هل استطعت أن توفي؟. فهنيئا لك حين أتتك في ليلة عبادتك فيها أفضل من العبادة في أربع وثمانين سنة (ألف شهر)؟ خسارة وحسرة إن ضاعت منك تلك الليلة؟ هل نسيت أن في عشرك سنة الاعتكاف والربوض على أعتاب الحق سبحانه تتعرض لرحماته فلعل رحمة تصيبك فلا تشقى بعدها أبدا ولعل كنت حريصا أيضا على آخر ليلة من رمضان، فإنها كانت آخر الرحلة ونهاية السباق، إنها كانت آخر فرصة وآخر نفحة من نفحات الشهر الحبيب وما يدريك لعله كان آخر رمضان؟ وفي تلك الليلة يعتق الله من النار مثل ما اعتقهم خلال الشهر أي ما يعادل مليونين ومائة ألف. وأخيرا انتهى رمضان ورحل ولكم هناك من أخذهم من الأرض ورفعهم إلى السماء وهناك من تركهم. تركهم تتحقق فيهم أقوال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) «خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له». وأخيرا رحل الشهر وفاز الصائمون وخسر اللاهون العابثون فهيا نحاسب أنفسنا ونستدرك ما فاتنا ونرجو من الله ربنا القبول والرحمة والعتق من النار آمين يا رب العالمين ومن العائدين لقراء «عين الشمس» وكل عام والجميع بخير. للتواصل فاكس 6079343 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة