روى أبو هريرة رضي الله عنه أن سيد البشر صلوات ربي وسلامه عليه قال : ( إذا كانت أول ليلة من رمضان فُتّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب , وغُلِقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب , وصُفّدت الشياطين , وينادي منادٍ : يا باغي الخير أقبل , ويا باغي الشر أقصر , ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ) ولفضل هذا الشهر وجلاله كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدومه ، ويُذَكِرَهُم ببركات هذا الموسم العظيم لِيَعِدُوا له عُدَته من العبادة والطاعة والاستقامة على أمر الله تعالى ، فسبحان الله العظيم الذي ينعم علينا بهذا الضيف الكريم حاملاً بين ثناياه عبق الرحمة ، ونسائم المغفرة ، يَكْسو الكائنات ذُلاً وخشوعاً للواحد القهار ، ويضفي على القلوب إنكساراً وخُضوعاً بين يدي العزيز الغفار ، يُكْرِمْنَا فيه المولى بالخير الوفير من الحسنات ، والتي تحتاج إلى شيء يسير من الجد والاجتهاد والعزيمة لجنيها ، فرمضان شهر كريم لا يُعوض فهو يعود أعوام عديدة ، وأزمنة مديدة ، ولكن نحن لا ندري أنكمل الشهر أم لا؟ فمن لا يُغفر له في رمضان فمتى ؟ فرمضان شهر عبادة يسعى خلاله العبد لعتق رقبته من النار ، والفوز برضوان الله تبارك وتعالى ، ومن انشغل بغير ذلك فهو من الغافلين ، فوقت المسلم فيه كله عبادة منذ دخول الشهر وحتى إنقضائه ، فعادات رمضان الجليلة مرتبطة بمجموعة من الطقوس والعبادات الدينية التي لها مرجعيتها في القرآن الكريم والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام التي تقضي بأن يكون المرء مشغول بالعبادة طوال أيام شهر رمضان الكريم من فرائض ونوافل ، والتخلي عن الأمور التي تُذْهِبْ الوقت دون الإستفادة مِنْهُ بما يرضي الله ، وأكثر مُضَيعي هذا الشهر من الشباب والنساء الذين يجعلون جُل وقتهم يهدر في التسوق ومتابعة المسلسلات والمسابقات التي ينبغي أن لا تُعْطَى أي إهتمام في هذا الموسم العظيم الذي تكرم المولى به علينا لنكون من الفائزين بجنات النعيم ، ولا يتوقف الأمر هاهنا بل على أولياء الأمور من الآباء منع من يعولون من المشي وراء أهوائهم في ليالي الخير قال عليه الصلاة والسلام : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) والراعي هو الذي يقوم على الشيء ويرعى مصالحه فَيُهَيِئُها له ، ويرعى مفاسده فيجنبه إياها ، فهل لنا أن نغتنم هذا الشهر المبارك الكريم ، ونستثمر فيه أعمالنا لتضاعف حسناتنا ، وتمحى سيئاتنا ، ونعتق رقابنا من النار . شعر : أهلاً وسهلاً بالصيام يا حبيباً زارنا في كل عام قد لقيناك بحب مفعم كل حب في سوى المولى حرام فاقبل اللهم ربي صومنا ثم زدنا من عطاياك الجسام همسه : لن يصلح العمل بدون علم ، ولن يصلح العلم بدون عمل . ومن أصدق من الله قيلاً { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }. كل عام وأنتم بخير .