تسترخي في أحياء جدة القديمة خاصة في حي المظلوم ونظيره حي الشام بعض الأربطة الخيرية ذات المباني المتصدعة، والتي تم إغلاقها من قبل الجهات المختصة نظرا لخطورتها، واحتمال تهاويها في أي لحظة، غير أن هذه المرافق أصبحت بعد أن تم إخلاء النزلاء منها، ملاذات آمنة لمخالفي العمل والإقامة، فضلا عن أصحاب العضلات المفتولة، من الذين يجدون في ردهات هذه الأربطة المغلقة فضاءات لممارسة جنوحهم. وأجمع عدد من سكان الأحياء القديمة في جدة على أن محيط الأربطة المغلقة يشهد حوادث وجنحا من قبل الذين يتخذونها ملاذات لهم، لافتين إلى ضرورة أن تكثف الجهات المختصة حضورها بجوار هذه المرافق أو إعادة ترميمها وإزالة عنصر الخطر منها وفتحها أمام النزلاء الذين هم في حاجة إلى السكن الخيري. «عكاظ» توجهت إلى مكتب عمدة المظلوم والشام ملاك باعيسى، والذي أوضح أن هذه الأربطة أنشأها بعض أصحاب الأيادي البيضاء من رجال الأعمال وبعض الأسر الميسورة منذ أكثر من 60 عاما. وأضاف «هناك نحو 14 رباطا خيريا في أحياء وسط البلد، بعضها ما زال مفتوحا لخدمة النزلاء ومنها ما هو مغلق بسبب تصدعه، ومن هذه الأربطة ما يعمل حتى الآن كرباط المغربي والذي أنشأه محمد علي مغربي، رحمه الله، رباط المورية وأنشأه ياسر مورية، رباط النورية، رباط باديب تحت إشراف جمعية الإحسان لرعاية الإنسان بجدة وهو مغلق للصيانة، ومنها ما هو مغلق منذ سنوات كرباط شحاتة نسبة إلى صاحبه، رباط الخنجي الصغير، رباط باعشن، رباط ياقوتة باجنيد، ورباط الصومال، وهذه الأربطة المغلقة تشكل خطرا على سكان الأحياء المحيطين بها». وتابع العمدة أنه طلب تحويل أحد هذه الأربطة «رباط الخنجي الكبير» إلى وحدة غسل كلوي بعد تأهيله وصيانته من قبل رجال الأعمال، وخاطب إدارة أوقاف جدة للنظر في طلبه كونها الجهة المسؤولة عن الأربطة، فكان الرد من خلال خطاب، حصلت «عكاظ» على نسخة منه، بأن عليه الانتظار لحين تحويل الأوقاف إلى هيئة حتى تستطيع تولي هذه المهمة، وأكد باعيسى حاجة المجتمع لهذه الأربطة باعتبارها تؤدي دورا مهما في تخفيف آلام الذين تخلت عنهم أسرهم أو الذين ليس لهم عائل في الحياة.