تتعلق أفئدة المسلمين في شتى أصقاع المعمورة الليلة بدعاء ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح من الحرمين الشرفيين حيث يصدح به من مكةالمكرمة الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين الشيخ عبدالرحمن السديس وفي المدينةالمنورة الشيخ حسين آل الشيخ أمام وخطيب المسجد النبوي الشريف. فيما تؤمن قوى 12 جهة أمنية وحكومية بالعاصمة المقدسة سلامة زهاء مليوني مصل في رحاب المسجد الحرام، ومليون مصلي في المدينةالمنورة بعد أن أعلنت تلك الجهات استنفار كافة الجهود لخدمة الأعداد الكبيرة من الزوار والمعتمرين ولاسيما في هذه الليلة المشهودة. وركزت الجهات الحكومية المعنية على زيادة أعداد العاملين والآليات، وتكثيف الوجود الميداني، بهدف راحة من يوجدون في رحاب البيت الحرام، الذين يقضون نهارهم في الصيام وليلهم في القيام. وأوضح قائد قوة أمن الحرم العميد يحيى الزهراني، أن أكثر من 3900 رجل أمن يعملون على تنفيذ خطة الختم، الهادفة إلى منع الصلاة في الممرات والمشايات، وتوجيه المصلين إلى الأماكن ذات الكثافة الأقل، إضافة إلى متابعة الحالة الأمنية داخل الحرم، ومتابعة تنظيم عربات كبار السن، والظروف الخاصة. ولفت قائد قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة مكةالمكرمة العميد علي الشهري، إلى أنه تم دعم القوة المشاركة لتنظيم حركة الحشود البشرية، مشيرا إلى أن عدد الأفراد المشاركين في تنظيم حركة الحشود بلغ 2200 رجل أمن، مؤكدا أن الخطة تنفذ على مرحلتين: الأولى خاصة بالتراويح، والثانية للتهجد. فيما أكد قائد قوات أمن العمرة اللواء علي الغامدي، أن قوات الطوارئ تتولى تنظيم حركة الحشود البشرية من باب بلال، في نهاية الساحات الجنوبية وحتى نهاية الساحات الشمالية والشرقية للحرم، حيث تم تقسيم الساحات الشرقية والشمالية إلى مربعات، مع إيجاد ممرات بينها طولية وعرضية، ومنع الصلاة في الممرات. ولفت إلى أن أكثر من 2800 ضابط يعملون على تنظيم حركة المصلين في الساحات الشرقية والشمالية. من جهته، أفاد قائد قوة أمن الدعم اللواء سعد الخليوي، أن توسعة خادم الحرمين الشريفين، ساهمت في استيعاب ربع مليون مصل، مبينا أنه تم وضع تركز على تنظيم حركة المصلين في التوسعة والساحات الغربية. وأكد مدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء إبراهيم الحمزي، أنه تم إعداد خطة لتنظيم صعود الحافلات في الساحات الشرقية للحرم الشريف، ومواجهة الأعداد المتزايدة للمصلين والمعتمرين، لافتا إلى أنه تم إيجاد مسارات خاصة بالنساء وأخرى بالرجال، وثالثة لذوي الظروف الخاصة تنظم صعود الحافلات. وفيما يتعلق بالخطة المرورية، أبان مدير عام المرور اللواء عبدالرحمن المقبل، أنه سيتم تفريغ المنطقة المركزية من المركبات، والسماح لحافلات النقل العام دون غيرها في نقل المعتمرين والمصلين حرصا على منع الزحام وإتاحة المجال للمشاه. وطمأن نائب مدير عام الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة الدكتور حسين غنام، بأن الأوضاع الصحية للمعتمرين جيدة، ولم تظهر أي أمراض وبائية، لافتا إلى أنه تم تكثيف أعداد العاملين في المراكز الصحية داخل الحرم الشريف، ومستشفى أجياد من أجل تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمعتمرين والزوار. وفي المدينةالمنورة أنهت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي جميع الترتيبات لاستقبال الزوار والمصلين ليله ختم القرآن الكريم بالمسجد النبوي الشريف مساء اليوم الخميس الذين من المتوقع أن يصل عددهم إلى أكثر من مليون مصل. وعملت الوكالة على إنهاء كافة الترتيبات اللازمة من فرش جميع المسجد النبوي وسطحه والأجزاء المخصصة للصلاة في الساحات الغربية والشمالية والشرقية والجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية بأكثر من 10500 سجادة، وتجهيز المبنى الغربي ليكون مصلى للنساء وفتح الممرات في الساحات وفي داخل المسجد النبوي والسطح وانتشار المراقبين للمحافظة عليها وتوجيه المصلين من الرجال لأقسام الرجال وللأماكن الخالية وتوجيه النساء لأقسامهن والساحات المخصصة لهن. وتوفير أكثر من 16 ألف حافظة لمياه زمزم الباردة وكذلك 30 خزانا للمياه الباردة وستشرع أكثر من 100 باب مع تشغيل السلالم الكهربائية لدخول المصلين للمسجد النبوي والصعود للسطح وتشغيل كامل الطاقة الخاصة بالتكييف ليشمل مساحة 100 ألف متر مربع إضافة إلى تشغيل 436 مروحة رذاذ لتلطيف الجو داخل ساحات المسجد النبوي وكذلك تهيئة مواقف السيارات تحت الساحات التي تستوعب حوالى 5 آلاف سيارة وتشغيل كامل مباني الخدمات الخاصة بالوضوء سواء الخاصة بالنساء أو الخاصة بالرجال التي يوجد بها أكثر من 3 آلاف دورة مياه و10 آلاف صنبور وضوء. كما ستعمل الوكالة على تهيئة المكان المجاور للساحة الشرقية من ناحية الشرق وتزويده بمكبرات الصوت والفرش وحافظات المياه المبردة وتوفير جميع الخدمات الإرشادية والعناية بهم لينعم المصلون بجو لطيف وعبادة خاشعة.