الذي يتابع بعض الفضائيات العربية.. ويتتبع الخطاب السائد في هذه الفضائيات على المستوى السياسي.. سوف يصل إلى نتيجة مؤداها أنها لا تعمل في مجملها وفي غالبيتها لحساب ولصالح الأمة العربية والإسلامية.. ولا تذهب بعيدا وعميقا في تكريس الانتماء العربي والحس القومي لهذه الأمة.. بل العكس تماما أنها تكرس الانتماء لهذا الحزب وهذا المذهب أو هذا الفصيل.. وليس لها أهداف عليا تتصل بأفكار كبرى تعمل على جعل المواطن العربي أكثر اتصالا بقضاياه الكبرى وأكثر انتصارا لحاضره ومستقبله على السواء. لقد كتبت كثيرا عن ذلك البعض من الإعلام العربي وأنه يمارس التضليل والتزييف ويعمل على إضعاف الأمة وتثبيط همم أبنائها وبناتها.. ويكرس ما هو هامشي وما هو سطحي ويجعله هو الذي يحكم ويتحكم في كل ما يبث على هذه الفضائيات حيث تسود التفاهة وتتراجع كل القيم والمبادئ التي تقوم بإعلاء قيمة العلم والمعرفة والإبداع. اليوم لا تكاد تفتح قناة عربية ( إلا ما ندر) إلا تجد هذه اللغة الرديئة من أناس يتصدرون الإعلام العربي.. ولا يدركون مسؤولية الكلمة وخطورتها وليس لديهم وعي سياسي وركيزة إعلامية وعلمية يأتي ذلك في ظل غياب الضمير الوطني والقومي خاصة أن الكلمة في كثير من الفضائيات العربية مرتبطة من حيث أهميتها وخطورتها بالصورة وتأثير هذه الصورة على المشاهد العربي. لقد ساهم الإعلام العربي خلال هذه الحقبة المفصلية في التاريخ العربي.. وفي ضوء الأحداث الجارية الملتهبة فيما يسمى اصطلاحا بالربيع العربي.. في إشعال الحرائق.. وفي جعل هذه الأحداث تتجه نحو مسارات واتجاهات أخرى وهو ما شاهدناه واضحا وجليا في الدولة الكبيرة مصر حيث مارس الإعلام عبر بعض الفضائيات المصرية انحرافات خطيرة على مستوى لغة ساهمت في تهييج الجماهير نحو ما هو تدميري وتخريبي.. وهو نفس الإعلام الذي ينتمي للنظام المصري السابق بكل أسمائه ورموزه، وهو ما يؤكد أن الإعلام العربي هو إعلام اللحظة بكل مصالحها وأجندتها.. وليس إعلام المستقبل الذي يخدم الدولة والأمة. إنه إعلام المصالح والخطاب المؤدلج الذي يخضع لأجندة واستراتيجيات هذا الحزب السياسي وهذه الطائفة وهذا المذهب.. وكل ذلك يأتي تحت غطاء إعلامي.. أي أن هناك تمريرا لخطاب مذهبي وطائفي وحزبي عبر خطاب إعلامي يعمل على ما يكرس للجزء وهو الطائفة والحزب والمذهب ولا يكرس للكل وهو الخطاب الذي لا يخدم الأمة ألبتة. إنه الإعلام المسموم. [email protected]