تمكن قطار التعدين من كسر حاجز المليون طن من الفوسفات الخام التي نقلها بنجاح خلال عامه الأول من التشغيل، مسافة 1,392 كم من مناجم الفوسفات بحزم الجلاميد في أقصى الحدود الشمالية للمملكة إلى مجمعات الصناعات التحويلية والتصدير التابعة لشركة معادن للفوسفات في ميناء رأس الخير المطل على الخليج العربي، ما ساهم في تخفيف الاعتماد على النقل بواسطة الشاحنات ،حيث أن الكمية التي نجح في نقلها تعادل حمولة 40,000 شاحنة الأمر الذي يعني إزاحة مزيد من الشاحنات عن الطرق بين المدن مستقبلا عند تشغيل قطار البضائع على خط الشمال بين الرياض والحدود الأردنية، الذي يمر بكل من سدير والمجمعة والقصيم وحائل والجوف و القريات. وقال الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) الدكتور رميح بن محمد الرميح الذي أن الشركة تستهدف تقديم ثلاث خدمات رئيسية هي نقل الركاب والمعادن والبضائع، وأن خطة تدشين قطار التعدين تضمنت إجراء مجموعة من الاختبارات للتأكد من سلامة السكة بشكل تام، قبل تسيير أي رحلة والوقوف على كفاءة محركات القاطرات من خلال اختبارات السرعات والتحمل وقدرتها على مواجهة الضروف المناخية للمناطق التي يمر بها القطار كالحرارة العالية والرمال ومدى قدرة أنظمة التبريد لمحركاتها وفلاتر الرمال على أداء عملها بشكل يضمن أعلى معدلات الأمن والسلامة. وقال الدكتور الرميح أن أول رحلة لقطار التعدين وصلت لميناء رأس الخير في 23 مايو من العام الماضي كانت عبارة عن حمولة 200 طن موزعة على أربع عربات. وبعد سلسلة من الرحلات توالت عملية زيادة الحمولة بشكل تدريجي إلى أن وصلنا إلى طاقة استيعابية إجمالية قدرها 12,000 طن وبقطار مكون من قاطرتين و120 عربة يبلغ طوله حوالي 2,100 متر، مشيرا إلى أن القطارات التي تعمل حاليا على خط التعدين هي ثلاثة قطارات، كما تسعى الشركة مستقبلا بإذن الله إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لكل قطار إلى 15,000 طن من خلال 150 عربة تجر بواسطة ثلاث قاطرات. وعند سؤاله عن السرعة التي يسير بها قطار التعدين أجاب بأن قطار التعدين يختلف بشكل كبير عن قطار الركاب باعتباره أحد وسائل النقل الثقيل، لذا فهو يحتاج إلى السير ضمن سرعات معقولة، حيث إن السرعة التصميمية التي استهدفتها الشركة هي ضمن المعدل العالمي لقطارات التعدين البالغة 80 كم/ساعة، مشيرا أن الشركة خلال مراحل التشغيل الأولى بدأت بمعدل 25 كم/ ساعة، ومن ثم تمت زيادة السرعة بشكل تدريجي إلى أن وصلت حاليا إلى 50 كم/ ساعة وستستمر الشركة في زيادة السرعة إلى أن تصل بإذن الله إلى السرعة التصميمية. كما بين الدكتور الرميح، أن شركة سار نجحت منذ بداية تشغيلها لخط التعدين في تسيير 114 رحلة، مبينا أن العوائد على استخدام الخطوط الحديدية لنقل المعادن تتجاوز تخفيف استهلاك البنى التحتية للطرق من خلال النقل بواسطة الشاحنات إلى تحقيق عوائد اقتصادية عبر تخفيض استهلاك الوقود حيث تطلب نقل المليون طن من الفوسفات قرابة 5 ملايين لتر من الديزل في حين نقل نفس الكمية عن طريق الشاحنات يتطلب قرابة 20 مليون لتر من الديزل، الأمر الذي سيخفض التكاليف على الدولة باعتبار أن الديزل من المنتجات المدعومة، إضافة إلى ما سينتج عن هذا الخفض في استخدام الوقود من فوائد في المحافظة على البيئة تكمن في تقليل الانبعاثات الضارة. وتمتلك الشركة حاليا في خط التعدين اسطولا مكونا من 25 قاطرة و 524 عربة لنقل الفوسفات، إضافة إلى 94 عربة لنقل الوقود و والبضائع الأخرى، كما تسعى الشركة حاليا تشغيل خط نقل البوكسايت من مناجم البعيثة في منطقة القصيم إلى ميناء رأس الخير وذلك بعد اكتمال الإنشاءات الخاصة بهذه المرافق لدى شركة معادن للألمنيوم. وخلال شرحه لعملية تحميل وتفريغ عربات الفوسفات الخام ذكر الرميح، أن عملية التحميل تتم ألياً من خلال ابواب علوية تفتح بشكل آلي خلال عبورها أسفل صومعة التعبئة التابعة لشركة معادن الفوسفات بسرعة بطيئة تتيح تعبئة العربات بالصورة الصحيحة ومن ثم ينطلق القطار باتجاه معامل المعالجة لشركة معادن الفوسفات في رأس الخير ليقوم بعملية تفريغ حمولته عبر بوابات سفلية لعربات النقل التي تفتح بشكل آلي على التوالي، فيما بينها عند مرورها فوق أحزمة النقل حيث يلزم تنفيذ كل من العمليتين لكامل هذه الحمولة الضخمة قرابة الخمس ساعات فقط. وأكد الرئيس التنفيذي على توفير خيار نقل آمن ومريح على كافة خطوطها التي ستشمل الركاب والبضائع إلى جانب خط التعدين، كما أكد أن المشروع سيحقق أثراً بالغاً في نهضة المناطق التي يمر بها ونمو المجتمعات المحلية فيها بما يشجع نمو الأعمال والصناعات في تلك المناطق. يشار إلى أن القائمة على إنشاء مجموعة من مشاريع الخطوط الحديدية التي يبلغ مجموع أطوالها قرابة 2750 كم، هي شركة مساهمة سعودية تم تأسيسها عام 2006م، وهي مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة التابع لوزارة المالية.