يأتي رمضان هذا العام مختلفا على النجم الدولي السابق مرزوق العتيبي، إذ يقضي أيامه في مدينة جدة بعيدا عن أسرته التي اعتادت أن تلازمه كل عام نتيجة خوضه تجربة احترافية حديثة مع نادي الربيع الصاعد إلى دوري الدرجة الأولى، يرى أنه لا يزال فيها قادرا على العطاء وتقديم مستويات جيدة تعيد بعضا من لمساته التي عرفت عنه منذ سنوات، ويقلب معنا صفحات من ذكرياته الرمضانية في هذا الحوار الذي تناول فيه واقع المنتخبات والفرق السعودية محذرا من الركون إلى الأمجاد السابقة وعدم الاستفادة من التجارب القاسية التي مرت بها الرياضة السعودية، رافضا التسليم بالقول إن ما حدث في مونديال (94) صدفة لن تتكرر ومطالبا بمزيد من العمل للخروج من نفق الإخفاقات إلى فضاء الإنجازات عبر فرض العدالة والمساواة بين لاعبي المنتخب وتطبيق الأنظمة بشكل صحيح وثابت، إضافة إلى مجموعة من التفاصيل تطالعونها في الحوار التالي: ماذا يعني لك رمضان ومتى بدأت علاقتك بالصيام؟ رمضان بالنسبة لنا يعني الروحانية والألفة والمحبة وهو شهر الخير والبركة أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية أعواما عديدة وأزمنة مديدة، أما بشأن الصوم فقد بدأت علاقتي به إبان دراستي في المرحلة الابتدائية، إذ كنت صغيرا أسترق بعض اللحظات لأتزود ببعض الطعام خلسة حتى أتممت الصيام كاملا بشكل تدريجي، وكنت سعيدا حين أكملت أول صوم لي وأتذكر ذلك جيدا. مررت ببعض المواقف الطريفة في رمضان المبارك، هل لك أن تذكر أيا منها؟ هناك العديد من المواقف لا أذكرها الآن جيدا، لكنني كما أخبرتك جل المواقف التي مررت بها صغيرا كانت تدور في فضاء محاولات الأكل والشرب خلسة وأنا طفل وكانت أسرتي تتظاهر بأنها لا تراني حرصا على تحفيزي، أما عن الذكريات فهي كثيرة ولا أنسى تجمعات الأهل والأصدقاء. كيف هو برنامجك الرمضاني عادة؟ عندما كنت مع أسرتي كان برنامجي مثل بقية الناس أقضي وقت العصر في قراءة القرآن ومن بعد المغرب نبدأ التجمع مع الأهل والأحبة، والوضع حاليا مختلف، بحكم تواجدي في جدة بصفتي لاعبا محترفا لنادي الربيع، فبرنامجي جله في النادي ما بين التمارين والاستعدادات، وأقضي أحيانا بعض الوقت مع الأصدقاء. الدورات الرمضانية هل لها نصيب من اهتماماتك؟ بلا شك وبالنسبة لي أهتم بها هذا العام كثيرا، ونخوض حاليا منافسات دورة البنك الرمضانية مع نادي الربيع، الذي يشارك بها استعدادا لدوري الدرجة الأولى، وهي تعتبر من الدورات المنظمة والرائعة للتنافس القوي بين كافة الفرق للحصول على كأس البطولة. هل تذكر أول دورة رمضانية حضرتها ومن فاز بكأسها؟ أول دورة رمضانية حضرتها كانت على كأس الأمير خالد بن الوليد بن طلال في الرياض، وشاركت مع فريقي الذي كان معظمه من قبيلة عتيبة وكانوا يسمونه ب(العتبان)، واستطعنا تحقيق الكأس في ذلك الوقت وهي من الذكريات التي لا تنسى. ما هي البرامج الرمضانية التي تتابعها؟ أصنف نفسي متابعا جيدا للبرامج، والكثير منها يستهويني، ولكن تبقى للبرامج الدينية نكهتها الخاصة وتحظى بالنصيب الأكبر من الاهتمام في الشهر الكريم، إضافة إلى بعض البرامج الكوميدية الخفيفة. هل لك مشاركات في تويتر؟ نعم، ولكن بشكل محدود. ما رأيك في حرب التغريدات بين بعض الأسماء المعروفة؟ لست مطلعا على ذلك وتواصلي مع تويتر ليس بالشكل المكثف لذلك لا أقرأ شيئا، ولكن إن حدثت لا بد من تجنبها والابتعاد عن أي تراشقات أو مهاترات لا تضيف للمتلقي شيئا، لأنها تزيد التعصب والاحتقان بين الجماهير، ولو كنت أستطيع لألغيتها جميعا، وبالمناسبة التواصل ليس شرطا أن يكون عبر تويتر فقط، بل هناك وسائل أفضل وتتيح التواصل والنقاش بشكل أفضل. هل تحرص على قراءة الصحف في رمضان؟ بالتأكيد، وهي وجبة يومية لي سواء في رمضان أو في أي وقت آخر. ما رأيك في المدرب ريكارد وكيف ترى حال المنتخب تحت إشرافه؟ أتحفظ على ريكارد وطريقته، وأتمنى أن يكون المنتخب في مركز متقدم معه يليق بالكرة السعودية التي عانت كثيرا في السنوات الأخيرة. برأيك ما الحل الذي يعيد لنا وهج الأخضر؟ الحل في العدل والمساواة التي يجب أن تكون حاضرة لدى جميع اللاعبين ولا تقتصر على أحد من أجل عدم حدوث أية حساسية بينهم وتعزيز روح الوطنية وتقوية وحدة الفريق، ولمست ذلك الأمر خلال تواجدي مع المنتخب السعودي في بطولات سابقة، فعندما تسود المساواة تجد الروح عالية ومميزة. تألق نجوم منتخبنا الوطني في العام (94) في نهائيات كأس العالم بأمريكا يراها البعض صدفة لن تتكرر؟ لا يمكن أن تخلق الصدف مستويات فنية رائعة وأداء ثابتا وتحقق عدة بطولات، أرى أنه كان هناك نجوم مميزون في المنتخب السعودي آنذاك، ومن الطبيعي أن يكون ظهور الأخضر بصورة مشرفة نتاج العمل الذي تم بجهد جماعي. هل ترى أن كثرة المعسكرات الخاصة بالمنتخب لعبت دورا في إخفاقاته المتكررة؟ ا أرى ذلك، وهي مفيدة، ولكن كلما كانت قصيرة كانت النتائج أفضل وحققت الأهداف المطلوبة منها. ما رأيك في المشاركات الخارجية للفرق؟ جيدة نسبيا، ولكن أتمنى أن تواصل الأندية السعودية تقديم العروض الفنية الجيدة، ويتطلب من كل من الاتحاد والهلال والأهلي والاتفاق مواصلة الظهور فنيا والسعي لأن تكون بطولتا كأس دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي سعوديتين وعدم الركون للأمجاد السابقة والثقة المبالغ فيها. بصراحة.. هل ترى البطولات العربية مجدية؟ هي بمثابة الفرصة للاعبين الذين لم يمنحوا الفرصة كاملة مع المنتخبات الأساسية، ويبقى التجمع العربي الأفضل في البطولة وتعزيز روح التواصل والاحتكاك بين النجوم العرب. وأخيرا من ستدعو لتناول الإفطار على مائدتك؟ شاعر نادي الشباب متعب السميري العتيبي ومحمد شرار العتيبي وعارف بوبح.