حمل أسطورة الكرة السعودية سعيد غراب السماسرة والمنتفعين مسؤولية فشل صفقات اللاعبين الأجانب في دوري زين للمحترفين، معتبرا إياهم أحد العوامل التي أضعفت كثيرا من الفرق وتسببت في أزماتهم المادية، وطالب في حواره ل«عكاظ» بمنح المدربين المحليين والكفاءات الوطنية الثقة لقيادة المنتخبات بدلا من دفع الملايين في من ليسوا على دراية بواقع الكرة السعودية، واسترجع غراب بعضا من ذكريات الزمن الجميل الذي كان فيه مقصدا لهواة المتعة عندما كان لاعبا، متناولا حقبة مهمة من تاريخنا الرياضي العتيق، معرجا على واقعنا الحالي بكل تفاصيله، فضلا عن حياته في شهر رمضان المبارك.. فإلى التفاصيل: • كيف هو رمضان في حياة سعيد غراب؟ رمضان بالنسبة لي هو الشهر الذي يقربنا إلى الله وأحوج ما نكون فيه إليه متضرعين متوسلين بقبول الأجر والغفران، أعيش أيامه وأنا مستمتع مع أفراد سرتي وبين أبنائي وأشعر أنني قريب منهم إلى الحد الذي يجعلني مستقرا ذهنيا وفي صفاء نفس نسأل الله أن يديمه علينا وعلى المسلمين. • أين أنت من الأمسيات الرمضانية والمشهد الاجتماعي؟ متواجد إلى حد ما، يأخذني الأبناء وزملاء جيلي وعلى رأسهم عبدالله بكر أو أي من أبناء الأسرتين الرياضيتين بكر وأبو داوود إلى بعض المناسبات واللقاءات الجميلة، أخرج أحيانا إلى منطقة البلد ليلا حيث المظاهر الرمضانية وبرحة العيدروس وحارة اليمن، وأقصد العمدة عبدالصمد محمد عبدالصمد سليل العمودية الأكثر عراقة في جدة ومنهم محمود عبدالصمد ثم علي محمود عبدالصمد فمحمد محمود عبدالصمد يرحمهم الله جميعا وهذا الأخير كان وجها اجتماعيا كبيرا في جدة من خلال عمله كمدير لأبواب ميناء جدة الاسلامي وفي العمودية كان يجمع مشاهير الفن والرياضة وحتى مشاهير المسؤولية وكان مركازه يجمع المقدم محمد الناشري وخالد عرب ونجم المسؤولية والرياضة والشعر الغنائي الفريق أسعد عبدالكريم الفريح، وكانت هناك كانت بعض الزيارات التي قمت بها بشكل أسبوعي لرائد الرياضة السعودية الأمير الراحل عبدالله الفيصل ومن بعده الأمير الراحل محمد العبدالله الفيصل رحمهما الله. • متى بدأت الصيام تحديدا؟ نحن في عائلتنا ليس من مجال للعب وإضاعة الفرصة ولاسيما في الاستفادة من فضائل رمضان المبارك ولقد تعودنا أن نصومه صغارا جدا وهكذا كانت الوالدة تتابعنا في الصيام كما في الصلاة، صمت وأنا دون العاشرة. • هل من مواقف طريفة حصلت لك وتتذكرها؟ من الطبيعي أن تمر الكثير من المواقف الطريفة في الحياة العامة في معسكرات المنتخب والأندية، ولكنني لا أتذكرها جيدا. • كيف هو برنامجك اليومي في رمضان؟ لا أعترف بالروتين وأقضي معظمه في البيت والمشاهدة التلفزيونية لبعض البرامج بينها مسلسل الخليفة الراشد «عمر» ومسلسل عادل إمام «فرقة ناجي عطاالله» وبرامج الترفيه الكوميدية في الفترة بين المغرب والعشاء. • هل تتابع الدورات الرياضية الرمضانية، وتحديدا في كرة القدم؟ قليلا، يحدث أن يدعوني بعض المهتمين أو الذين ينظمون مثل هذه الدورات الرمضانية في جدة ولاسيما في الافتتاح أو الاختتام وهي تلك الدورات التي تنظمها فرق الأحياء أو مثلا في دورات «آل بقشان» التي يقيمونها في أمسيات رمضان وتجدني أسعد بطبيعة الحال بهكذا مشاركة. • قلت إن للمشاهدة الرمضانية نصيبا لديك، إلى أي مدى تهتم بما تعرض الفضائيات؟ أشاهد الذي يروق لي وأهتم بما يعنى بالتاريخ والتوثيق، وكم من الأعمال الكبيرة التي قدمت في رمضان حظيت بمتابعة جماهيرية واسعة مثل «الزير سالم» الذي قدمه نجوم سورية الكبار سلوم حداد وعابد فهد وجهاد سعد وفرح بسيسو وفادية خطاب، واليوم نتابع «عمر» وهو من الأعمال التلفزيونية الكبيرة التي تستهويني. • هل تغرد أو يغرد لك الآخرون عبر تويتر؟ لا هذا ولا ذاك فتواصلي مع الأصدقاء بشكل مباشر ولا علاقة لي بتويتر ولا الفيس بوك، وهذا برأيي نمط جديد سار عليه جيل الأبناء والأحفاد. • ما تعليقك على تصنيف الفيفا لمنتخبنا الذي حققه بوجود ريكارد وخرجنا فيه من قائمة المائة؟ أعلنت رأيي مسبقا، أن أبناء البلد هم من يستطيع النهوض برياضتها ومن الواجب الاستفادة من ذوي الفكر الكروي هنا ولا أعني اللاعبين القدامى فقط بل كل أصحاب الفكر الكروي المرتبطين بالرياضة وليس من الضروري أن يكون نجما حتى يصنع التاريخ، فمثلا مورينيو لم يأت من ملاعب الكرة نجما وهنا علينا الاستفادة من كل هؤلاء بما فيهم اللاعبون القدامى وتأهيلهم وتقديمهم إلى المدارس الكروية العالمية المختلفة وهذا رأيي لمن أراد أن تكون مصلحة المنتخب هي الأولى. • طالما إننا في هذا المنحى ما تعليقك على تعاقدات الأندية مع اللاعبين الأجانب، والمبالغ الطائلة التي يتقاضونها وهل يتناسب ذلك مع ما يقدمونه؟ ليس من عيب في هذا ولكن الاختلال يكون عادة في مسؤولي الأندية من رؤساء أو مديري كرة يتعاقدون مع من كان من الأسماء، دون معرفة حاجة الفريق فعليا وفي أي مركز، ويبدو كما يتناول الإعلام الرياضي هذه الأيام أن «الكوميشنات» وأقصد العمولات والمصالح المادية الشخصية هي من أضاع ملايين الأندية وتسببت لهم في الأزمات، أما العملية نفسها ليست عيبا فمن الطبيعي أن تدفع الأندية مبالغ كبيرة من أجل الحصول على خدمات النجوم الكبار الذين يخدمون فرقهم فأعظم أندية العالم اليوم كما هو الحال في إسبانيا وإنجلترا مثلا تعتمد على لاعبين أجانب وتدفع لهم الملايين، ولكنني أزعم أن ليس باستطاعة أحد المسؤولين في الأندية تلك أن يأخذ أكثر من العمولة المنصوص عليها تعاقدا. عموما هناك الكثير من الأندية التي استطاعت الحصول على خدمات أجانب استطاعوا أن يحققوا ما هو مطلوب منهم ولعل على رأس هذه الأندية الهلال والأهلي وأحيانا الاتحاد. • في رأيك ما مدى الاستفادة من المعسكرات الخارجية؟ الاستفادة هنا تتوقف على مدى تقبل اللاعب نفسه لمفهوم المعسكرات وتتباين الاستفادة من لاعب لآخر، وهنا قول لك أيضا أن المسؤولين عنهم يساهمون في تحديد المكتسبات والفوائد من خلال التوجيه والضبط، وشوهد أثر ذلك عندما تسلم لاعبون قدامى هذه المهام بينهم الزميل علي داوود حين تولى مهام إدارة المنتخب في الثمانينيات الميلادية وتحققت الكثير من الإنجازات يومها. • هل تتابع دوري الأولى، وكيف يمكن دعم هذه الدرجة؟ أتابع بعض المباريات وسبق أن كلفت بتدريب أندية الدرجة الأولى، وأرى أنها لو دعمت ووجدت الرعاية والدعم الكافي ستكون مخرجاتها ثمينة وكبيرة وأفضل مما هي عليه الآن. • كيف تقيم المشاركات الخارجية للفرق السعودية؟ الكثير من الأندية تقدم مستويات كبيرة تعكس الواقع الحقيقي لمستوى الكرة السعودي ورياضتنا قوية رغم التعثرات، وأتمنى أن تستمر مستويات الأندية في تصاعد ودعم المنتخب وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح. • مؤخرا احتضنت المملكة البطولة العربية لكرة القدم، ما الفائدة الفنية التي يمكن أن نخرج بها من مثل هذه البطولات؟ كل البطولات والدورات الرياضية تغلب إيجابيات إقامتها على السلبيات وأهم المكتسبات من البطولة هو تجمع الشباب العربي وأنا مع استمراريتها. • مشاركتنا في الأولمبياد، رأيك فيها؟ من الطبيعي أن تتمنى أن تكون في مصاف الكبار، وأتمنى أن توفق بعثة الأخضر وأن تحقق ميداليات ومستويات مميزة.