في العراق يسمون الشخص المحتال (جمبازي) وأظن أن هذا المسمى مأخوذ من لعبة الجمباز التي بتقلب فيها اللاعب فيصبح رأسه أسفل قدميه، وبما أننا نعيش هذه الأيام أجواء (جمبازية) بمناسبة الدورة الأولمبية في لندن فإنني أقر وأعترف وأنا بكامل قواي العقلية بأنني سعيد وفخور جدا بمشاركة المرأة السعودية في أولمبياد لندن ولكنني حزين في الوقت ذاته لأن هذه المشاركة لا تعبر عن واقع معاش بقدر ما تعتبر حركة (جمبازية) ذكية وجريئة للانسجام مع الشروط الجديدة للجنة الأولمبية الدولية التي أصبحت تحتم مشاركة المرأة في كل الوفود. لقد تمت الاستعانة ببعض الرياضيات اللواتي يدرسن في الخارج كي يشاركن في بعثتنا الأولمبية بينما لازالت الرياضة غائبة في مدارس البنات ولا تستطيع المرأة في أغلب الأحوال ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة، وهذه المشاركة (الأولمبية) سوف تقسم المجتمع كالعادة إلى فريقين الأول منهما فريق (ترضى أختك تلعب تنس طاولة؟) بينما الفريق الآخر سوف يضخم الأمر ويعتبر هذه المشاركة (الجمبازية) انتصارا تاريخيا للمرأة السعودية بينما الواقع يقول إن هذا الانتصار التاريخي يعاني من خلل أساسي فالمشاركات السعوديات تدربن في الخارج ولعبن في الخارج ولو حاولت واحدة منهن أن تمارس الرياضة داخل الوطن فإنها سوف تواجه بالكاراتيه والجودو والكونغ فو!. وفي الوقت الذي منحت فيه وكالات الأنباء العالمية أهمية خاصة لمشاركة المرأة السعودية في الأولمبياد نعرف نحن أن أصغر طفلة لا تستطيع ممارسة الرياضة في مدرستها، حيث لا توجد معلمات للتربية البدنية أو صالات رياضية في مدارس البنات باعتبار الرياضة أمرا يخص الرجال، لذلك فإنني رغم تقديري لشجاعة الرياضيات السعوديات المشاركات في الأولمبياد إلا أنني أعتقد بأن الأولوية يجب أن تعطى للرياضة النسائية في الداخل حيث تعاني الكثير من النساء من أمراض السمنة المختلفة بسبب منع الرياضة على المرأة واعتبارها من المحظورات. وأذا واصلنا نهجنا الغريب الذي يتلخص في تحميل المرأة فاتورة خلافاتنا الفكرية فإننا نظلم أنفسنا ونظلم عقولنا بل وقد نظلم أيضا ديننا الحنيف الذي لا يمكن أن يحارب الرياضة باعتبارها مسألة مفيدة لكل إنسان، وسيستمر انفصالنا عن واقعنا فنشاهد سعودية تشارك برالي دكار للسيارات في الوقت الذي تمنع فيه النساء من قيادة السيارات في الداخل وغير ذلك من الصور (الجمبازية) التي نمارس فيها لعبة خداع الذات كي نوهم أنفسنا قبل أن نوهم الآخرين أننا لا نحمل موقفا عنصريا من المرأة.. فلنستغل مشاركة (وجدان وسمر) للتذكير في حق المرأة العادية (غير الأولمبية) بممارسة الرياضة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة