* عندما نريد أن نناقش موضوعا رياضيا ساخنا أو تسليط الضوء على قضية عالقة في دهاليز اتحاد الكرة أو حتى عندما نريد أن نتناول فكرة نعتقد بأنها جديرة بالطرح ونرغب في إبداء وجهة نظرنا فيها لعل وعسى ان تجد أذنا صاغية تتبناها ، فإننا «نهم» بجمع المعلومات لتحريك مخزوننا الثقافي والرياضي مطالبين المساعدة والامداد لأداء المهمة الا أننا نصل في نهاية المطاف الى مخرجات مستنسخة للأحداث مكررة جعلتنا ندور في دائرة مغلقة تتراوح معطياتها ما بين تحكيم وميول وتخبطات لجان اتحاد الكرة وتصريحات توقد العتصب في هشيم اخلاقنا الرياضية. * ولكن عندما ندرس حالة خاصة و نريد الإبحار في اعماقها على اعتبار لم يسبق لنا معايشتها فإننا نحتاج الى ان نستجمع بنات افكارنا وندعو مفرداتنا ولانمانع من اطلاق سرب من الكلمات الرنانة لتهيم في سماء اللغة على امل ان تعود بما يعيننا على رسم صورة حقيقية تعكس الواقع كماهو حال محور حديثنا اليوم الذي نود طرحه عن نادي الهلال من خلال نبض حروفنا من اجل إيصالها الى اذهانكم. * فالهلال الذي ولد بطلا متصدراً متألقاً وزعيماً متربعاً على عرش الكرة السعودية لأكثر من ربع قرن ظهر مكسوفاً كما كان عليه الوضع في الجولتين الأولى والثانية مفتقداً بعضاً من مقوماته وخصائصه التي امتاز بها عن منافسية على مدار36 سنة فما نشاهده الآن فريقا بلا روح ...ولا نكهة ..ولا طعم حتى الوانه غدت باهتة خافتة مفتقدة الى بريقها الذي كان يشع. * فهلال النعيمة والثنيان والجابر وقبلهم هلال عبد الله بن سعد اطل علينا في منتصف الشهر شيخاً مثقلاً يئن تحت وطأة الأخطاء الإدارية بعيدة كل البعد عن توهج البدر .لذا فإن الإدارة الهلالية هي المعنية في المقام الاول والمسؤولة مسؤولية كاملة عن عدم حضور الهلال في موعده. فمن الطبيعي ان الفلسفة الإدارية غير المتوافقة مع سياسة النادي ان توقف القطار الهلالي في اولى محطاته فالتأخر في التعاقد مع المدرب والمتاجرة باللاعبين الاجانب من ابرز المسببات التي قادت الهلال الى هذه المرحلة الصعبة. * وطالما نتحدث عن الإخفاق في السيطرة على مكتسبات الهلال واوجدت منغصات احدثت ثقبا في هيبة الزعيم فإننا لابد ان نعترف بأن قرار رحيل اسامة هوساوي وامتناع احمد الفريدي وخروج عيسى المحياني هي قرارات تجزم بأن ما وراء الأكمة ما وراءها ويجب عدم المكابرة على ذلك وإذا كانت غير واضحة للإدارة الهلالية فإنها واضحة كل الوضوح عند المدرج الأزرق. * فالطاسة الزرقاء الضائعة لايمكن ان تجدها ادارة بن مساعد مالم تتم محاسبة النفس ومصارحتها بالأخطاء التي وقعت بها حتى يتم إدارك الوضع. * فليس من المنطق ان يكون نادي كالهلال ذو الامكانيات العالية ان يشكو تصدعا في قوامه الجميل دون ان يحرك محبوه ساكناً. * الإعلام الهلالي تعامل مع البداية غير الموفقة للكتيبة الزرقاء بما يجب ان يكون فقد وضع النقاط على الحروف وطالب الادارة الهلالية قراءتها حيث ذهب إلى المشكلة مباشرة حفظا للوقت واستعجالا للحلول ، فلم يقع في العبث الإعلامي في تناول موضوعات قد تساعد في تشعب الأمور وتعقيدها كما وقع فيها الآخرون.