في أطهر البقاع وعلى ثرى مكةالمكرمة، تلتف قلوب المسلمين بزعامة قادة الدول الإسلامية الذين سيفدون إلى قبلة الدنيا حاملين نصب أعينهم الهدف الأسمى «توحيد الصف وجمع الكلمة»، استجابة لدعوة أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعقد قمة إسلامية استثنائية يتباحث فيها القادة المسلمون هموم وشجون العالم الإسلامي، ويضعون الأسس الكفيلة بإنهاء حالة التشرذم والفرقة التي تعيشها شعوب ودول الإسلام. الموعد والمكان الموعد: يومان في العشر الأخيرة من رمضان، وتحديدا ليلتا ال 27 وال 28 اللتان يتحرى فيهما المسلمون ليلة القدر. المكان: قصر الصفا المطل على الكعبة المشرفة وساحات المسجد الحرام، حيث المحضن الذي يجمع الزعماء والقادة المسلمين تحت قبة واحدة يتشاركون في الرؤى والآمال علهم يلملمون الجراح ويوقفون نزيف الدماء وصرخات الثكالى، ويضعون حصنا قويا لمواجهة ما يتعرض له بعض المسلمين من التمييز العنصري والديني. مؤشرات النجاح مؤشرات النجاح في لقاء القادة في قمة الاستثناء الطارئة جلية وواضحة المعالم، حيث يجتمع القادة لهذا الحدث التاريخي في وقت مبارك يتزامن فيه انعقاد القمة مع ليلة قد تكون خيرا من ألف شهر، ويلتقون جميعا في مكةالمكرمة قبلة مدن العالم الإسلامي التي تهفو إليها أفئدة المسلمين في شتى بقاع المعمورة. الحضن الدافئ هناك البيت الحرام والكعبة المشرفة، مسقط رسول الهدى ومبعث رسالته، وأحب البقاع إليه، فيها نزل نور الوحي، ومنها انبثق نور الإسلام، يقصدها ملايين الحجاج والمعتمرين، وفي بطاح مكة كان جهاد المسلمين الأول في مواجهة الشرك والضلال. في العشر المباركة يأتي زعماء العالم الإٍسلامي بجوار المسجد الحرام الذي يكتظ بملايين الطائفين والعاكفين والركع السجود، بعد أن أوجب الله عليهم الإتيان إليه من كل فج عميق، خاشعين ضارعين كاشفي رؤوسهم، متجردين من لباس أهل الدنيا، للمشاركة في القمة الإسلامية حيث البيت العتيق ملتقى الناس أمنا وأمانا وسلاما واطمئنانا، على بُعد أمتار من قاعة المؤتمرات في قصر الصفا، الحضن الدافئ لهموم المسلمين، كونه احتضن المؤتمرات والقمم الإسلامية وتمخض عنها تصحيح أوضاع المسلمين في ما تم مناقشته من قضايا تحاكي العصور التي عقدت فيها تلك المؤتمرات والقمم الإسلامية، والتي حققت نجاحات كان لها دور أساسي في اتحاد المسلمين ونبذ تشرذمهم وعقدت تلك المؤتمرات في ظروف عصيبة عاشها العالم الإسلامي، وجاء انعقادها في كل مرحلة من تلك المراحل لمواجهة ما قد ينتج عن تلك الظروف من تداعيات قد تهدد تماسك العالم الإسلامي. القمم الثلاث ومن أشهر القمم الإسلامية التي أقيمت في مكةالمكرمة القمة الإسلامية التي دعا إليها الملك خالد بن عبدالعزيز في عام 1401ه لبحث القضايا التي تهم الأمة الإسلامية وفي مقدمتها «بلاغ مكة» وقضايا القدس وفلسطين، وأفغانستان، والحرب العراقية الإيرانية، والوضع في لبنان، والأقليات المسلمة في الدول الأجنبية، والتعاون الاقتصادي بين الدول الإسلامية. وشهدت مكة القمة الإسلامية عام 2005م التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وانطلق من مكة مؤتمر حوار أتباع الأديان بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين، ودعوته للمصالحة الفلسطينية لبحث حل يوقف الاقتتال فيما بينهم. وتأتي هذه القمة الإسلامية الاستثنائية استمرارا لدور المملكة الريادي في توحيد صفوف المسلمين وإنهاء التشرذم، ووضع الحلول الكفيلة لمواجهة العنف في سوريا ورفع الاضطهاد والظلم عن مسلمي الروهنجا في منيمار، وغيرها من القضايا التي تؤرق شعوب المسلمين.