وراء كل «كداد» على مركبة قصة طويلة، منهم من لجأ لمهنة نقل الركاب بعد تقاعده في محاولة منه لتوفير دخل إضافي يمكنه من إعالة أسرته، في حين التحق آخرون بعمل الكدادة بعد أن فشلوا في الحصول على وظيفة حكومية تغنيه عن السفر الطويل بين المخاطر على الخطوط الطويلة، ويبقى القاسم المشترك الأكبر بينهم أنهم فئة تبحث عن العمل الشريف بعصامية وصبر وجلد، وتستحق كل احترام وتقدير. وأوضح الخمسيني فهد القرني أنه يعمل في الكدادة منذ أكثر من ثمانية أعوام وتحديدا بعد تقاعده من عمله الحكومي، موضحا أنه من ذلك الوقت بدأت أموره المالية تضطرب. وقال:«بدأت القروض تشاركني فيما تبقى من راتبي التقاعدي، فأنا أسكن في منزل بالإيجار، وبسبب الظروف الاقتصادية قررت الاستدانة من بعض الزملاء والمعارف». مشيرا إلى أن الديون تراكمت عليه حتى أوشك أن يدخل السجن بسببها. وبين أنه لجأ لنقل الركاب بسيارته، لافتا إلى أنه يسعى بكل ما يستطيع لتخفيف الحمل الثقيل عليه، ويعمل في الموقف من بعد الظهر وحتى منتصف الليل. إلى ذلك، أفاد جبران المطيري (51 عاما) أن الحاجة دفعته للعمل، مبينا أنه عمل في وظيفة حكومية لمدة 25 عاما ومن ثم تقاعد، لافتا إلى أنه يعول سبعة أفراد ولايملك منزلا خاصا، فاضطر لشراء سيارة للعمل في مهنة نقل الركاب. وبين المطيري أن مهنته تحفل بالعديد من المواقف المحرجة، مثل ما حدث معه قبل يومين حين نقل ركاب من جنسية غير عربية من مكة إلى جدة واتفق معهم على أن ينزلهم وسط جدة، وحين وصلوا للنقطة المحددة أكدوا أنهم يريدون شمال جدة، موضحا أن هذا اللبس جاء بسبب اختلاف اللغة. من جهته، ذكر محمد الشهراني (48 عاما) أنه بعد تقاعده من السلك العسكري قبل خمسة أعوام، وجد أن راتبه التقاعدي لا يفي بالتزاماته، إذ يتوزع بين القروض والإيجار، ملمحا إلى أنه اضطر للعمل على نقل الركاب ليزيد من ميزانية الأسرة، لافتا إلى أنه يتمنى أن يجد العمل الذي يكفيه عناء ومخاطر الخطوط. أما حسين يحيى فأوضح أنه لا يزال على رأس العمل ولكن القروض أرهقت كاهله، لافتا إلى أنه لا يبقى من راتبه سوى النصف، مبينا أنه استغل مثل هذه المواسم ليوفر لأسرته متطلبات الحياة. بينما أكد الشاب زين عسيري أنه لجأ لنقل الركاب بين جدة وأبها بعد أن فشل في العثور على وظيفة تخلصه من السفر المتواصل على الخطوط السريعة.