•• هناك ثوابت لا يختلف عليها الناس.. ولا يجب أن يتجاهلها أحد.. •• وفي مقدمة هذه الثوابت القطعية.. أن سلامة الأوطان هدف وغاية يتوجب على الجميع أن يحرص عليها.. ولا يفرط فيها.. ولا يتسامح – على الإطلاق – مع كل من يتهددونها مهما كانت الأسباب والمبررات والدواعي.. •• كما أن من بين هذه الثوابت.. هو الاتفاق على أن «الحوار» وليس القوة هو السبيل الوحيد لتحقيق المطالب.. وتبادل وجهات النظر حولها.. وأن التصرف بعيدا عن هذه القاعدة مكلف.. وعلى من يقدم على غير ذلك أن يتحمل وحده نتيجة ما حدث أو يحدث مهما كانت النتائج مؤلمة.. لأنها قد تكون نتيجة طبيعية لمواجهة الأخطر بما هو أقل خطورة وسوءا.. •• وإذا فقد الناس الشعور بالأمان.. وتعرضت مصالحهم بل حياتهم لأي خطر من أي نوع كان.. فإن الدول تصبح مطالبة بفرض النظام ومنع الفوضى.. تجنبا لأي تطورات أكبر وأوسع.. •• لكن حضور العقل.. وسيطرة الحكمة.. وتغليب دواعي التماسك.. والتوحد.. والترابط.. وضبط النفس.. وعدم الذهاب إلى ما هو أبعد.. تمثل في مثل هذه الحالة.. ضرورة قصوى.. حتى تتجنب الأوطان – كما قلنا – مغبة ما قد يترتب على حالات الاحتقان التي لا تخدم مصلحة.. ولا تحقق هدفا أو غاية.. ولا تقود إلى السلامة المنشودة.. •• وما حدث في «العوامية» مساء أول أمس الأحد شيء مؤسف ومؤلم في آن معا.. •• فليست هذه هي المملكة العربية السعودية التي نعرف.. وليس هذا هو المواطن الذي يعرف حق المعرفة أنه إذا كانت هناك ميزة هي الأبرز في بلادنا مقارنة بما يدور في بعض دول منطقتنا.. فهي أننا بلد آمن ومستقر.. تجمعنا روابط العقيدة.. والدم.. والمواطنة الحقة.. فكيف نفرط في كل هذا في لحظات التوتر.. والشحن.. والانفعال..؟ •• إن ما حدث خطير بكل المقاييس.. واستمراره أمر لا يقبله الوطن.. ولا يحتمله المواطن الذي منحه الله الرشد.. وأفاء عليه من نعمه الكثيرة.. ومن أبرزها.. نعمة التآخي والمودة بين الجميع.. ونعمة الاحترام المتبادل بين الدولة والمواطن.. ونعمة الانغماس في الإنجاز بدل الانشغال بدعوات التحريض.. وتوجيه الناس إلى أن يقتل بعضها بعضا.. •• وإلا فما ذنب الوطن في أن يتحمل وزر الفتن من أي نوع كان.. ومن أية جهة أتت؟! •• وما ذنب الذين قضوا أو أصيبوا إذا كانوا جميعا هم حطب الفتنة ووقودها الذي لا يقره أي إنسان عاقل على وجه الأرض.. ويجب حسمه.. وعدم السماح بتطوره إلى ما هو أخطر وأخطر.. •• لقد حدث ما حدث.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. •• لكن ما يتوجب الآن علينا جميعا هو أن نوقف كل ذلك فورا.. وأن نخاف الله في أنفسنا.. وبلدنا.. ولا نفرط في أعظم وحدة يحسدنا الآخرون عليها.. ولا نمكن للشيطان من أنفسنا.. ولا نسمح لأعدائنا بأن يخلقوا فجوة بيننا.. •• وإذا نحن سمحنا بشيء من ذلك فإننا نخطئ بحق أنفسنا.. وحق وطننا.. وعلى الدولة أن تتصرف بما تمليه عليها مسؤوليتها.. حماية لنا.. وتأمينا لسلامتنا.. *** ضمير مستتر: [•• الأوطان لا تقدم قرابين لمثيري الفتنة.. إلا حين يتخاذل أبناؤها عن حمايتها..] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]