مرت أربع سنوات على غياب الشاعر الكبير محمود درويش ولا شيء تغير، فقصائده تملأ الزمان والمكان والثورة كما هي وكأنها تمشي على توقيت قصائد الدرويش. في حضرة غيابه مازال طيف محمود درويش يجول فوق أرجاء العالم العربي متنقلا بين الملاجئ التي قصدها جسده في فترة اللجوء، وهو الشاعر الفلسطيني الثائر العاشق لأرضه والذي حمل قضية وطنه ومضى متنقلا في العالم أجمع ناقلا معاناة شعبه. كل ما كان يحلم به درويش هو ان يموت بشكل هادئ فكان له ما تمنى في 9 أغسطس 2008 بعد أن خضع لجراحة في القلب، وكأن قلبه تعب من هموم أرضه وشعبه فتوقف، ساهم درويش بتطوير الشعر العربي الحديث فأدخل عليه الرمزية، حيت اتسمت نصوصه الشعرية بحمل أكثر من معنى وأكثر من اتجاه، وتحدثت قصيدة درويش بلسان الجماعة وشكلت كتاباته مدوّنة يومية لحياه أرض محتلة وشعب مهجر، كانت أشعاره مرشد لأفراده من الضياع، وتنوعت الأمكنة في قصائد درويش وكأنها إنعكاس وملخص عن حياة الشعب الفلسطيني فكانت القصيدة تولد في مكان، وتنمو في مكان، وتثمر في أمكنة أخرى.