ما من شك أن القضية الفلسطينية، والمسجد الأقصى ستكون قضية محورية للتداول والبحث المستفيض في القمة الإسلامية الاستثنائية. ليس لأن قضية المسجد الأقصى والقدس مصيرية فقط، بل لأنها قضية المسلمين الأولى وجوهر الصراع الإسلامي والعربي مع إسرائيل دولة الاحتلال. ولأن القدس والأقصى قضية احتلال لمدينة مقدسة، ومسجد أكثر قدسية، وقضية دماء سفكت، وبيوت هدمت، ومعالم إسلامية طمست، وقضية جوهرية نسيت وحفظت في أدراج المنظمات الدولية. ولهذا فمن الواجب في الحد الأدنى المتعين علينا القيام به هو إبقاء قضية الأقصى والقدس وفلسطين حية في ضمائرنا ووجداننا، والعمل للحفاظ على هويتها وانتمائها الحضاري في مواجهة مشاريع التهويد. ومن المؤكد أن قمة مكة الإسلامية لن تتخلى عن الأقصى، والقدس، وفلسطين في هذه الظروف القاسية التي تمر بها وإنقاذها من مخالب الصهيونية الشرسة. إن اهتمام المملكة بقضية القدس والمسجد الأقصي ليس وليد اليوم، بل يعود لمؤتمر القمة الإسلامى الطارئ الذي عقد فى الرباط عام 1969 بعد حريق المسجد الأقصى، والذى شكل بداية التضامن الإسلامي. حيث تلاه أول مؤتمر لوزراء خارجية الدول الإسلامية عقد في جدة عام 1970، والذى قرر إنشاء أمانة عامة مقرها المؤقت جدة، تكون بمثابة الجهاز الدائم للمؤتمر الإسلامى وينقل المقر إلى القدس عقب تحريرها. لقد حملت المملكة هموم الأمة الإسلامية منذ تأسيسها ومن موقعها الاسترايتجي الهام في قلب العالم الإسلامي، ومكانتها في قلوب المسلمين، وستستمر في دعم قضية المسلمين الأولى وقضايا الأمة ولن تتوانى في السعي لإيجاد استراتيجية عملية بالتنسيق مع قادة الدول الإسلامية الذين سيتقاطرون إلى مهبط الوحي خلال أيام. مبنية على قاعدة راسخة للتضامن الإسلامى. وإذا كانت منظمة التعاون الإسلامى الجهة التنسيقية لآلية تنفيذ هذه الاستراتيجية فإن دعم وتطوير المنظمة يعد خطوة ضرورية وهامة لانطلاقة جديدة نحو تعزيز العمل الاسلامي المشترك . وأخيرا ستبقى قضية المسجد الأقصى قضيتنا الأولى وستكون محفورة في القلب والوجدان ولن ننساها رغم محاولات القوى اليهودية العالمية الجادة إدخالها في غياهب الجب. لأن القضايا الثابتة والمصيرية لا تموت مادام هناك شرفاء يدافعون عنها.