قرر الأزهر الشريف بدء الخطوات التنفيذية للحملة الدولية لكسر حصار القدس خلال الأسبوع الثاني من نيسان (أبريل) المقبل. وقال شيخ الأزهر أحمد الطيب أمس خلال فاعليات المؤتمر العام لنصرة القدس في القاهرة، إنه تم إطلاق وثيقة مرجعية شاملة يطلق عليها «وثيقة القدس» تكرس إصرار عرب فلسطين وطوائف المقدسيين الصمود على أرضهم والدفاع عن هويتها ووجودهم الراسخ على أرضها. وأضاف: «إن الوثيقة تؤكد ارتباط الأمة العربية بمسلميها ومسيحييها، ومعها الأمة الإسلامية ومسيحيي العالم بمدينتهم المقدسة، والتزامهم واجب نصرة أهلها عبر منظومة دعم متكاملة من الاستراتيجيات العملية، الكفيلة بإنجاح هذه المهمة، وكسر الحصار المفروض على القدس». وأعلن شيخ الأزهر تأسيس وقف إسلامي لتمويل مشاريع الإسكان في القدس الشريف تهدف إلى إنشاء 200 ألف وحدة سكنية لمواجهة التهجير ومخططات التهويد، وإطلاق حملات إعلامية عربية ودولية للتعريف بقضية القدس، وتضمينها مناهج التعليم بالمراحل الإعدادية والثانوية والجامعية في مختلف الدول الإسلامية. وأشار إلى أن «عالمنا المعاصر لن يسترد استقراره الذي هدده البغاة المعتدون، إلا برد المظالم وحفظ الحقوق، وقيام ميزان العدل، وسقوط منطق الغاب وسياسة الأمر الواقع». وأكد أن فاعليات كسر حصار القدس يتطلب تفعيل المؤاخاة بين القدس وكل الساحات الدولية على جميع الصعد الاقتصادية والقانونية والسياسية والتعبوية، وكذلك اتخاذ إجراءات قانونية وإعلامية تكرس الإدانة الأخلاقية والقانونية لسياسات الاحتلال وممارساته. وشدد المؤتمر على رفضه انتهاك مدينة القدس أو المس بحقوقها، أو حق أي مؤمن في ممارسة الشعائر بها، مؤكداً أن فلسطين هي قضية العرب والمسلمين الأولى وفي القلب منها قضية القدس الشريف التي هي لب الصراع التاريخي المحتدم الذي لا يتوقف. وطالب بضرورة التصدي إلى انتهاك إسرائيل للحقوق الوطنية للمقدسيين وسائر أبناء الشعب الفلسطيني في قدسهم ووطنهم، موضحاً أن التزام الواجب المقدس في نصرة القدس وفكّ أسر المقدسيين هو بمثابة العقيدة الراسخة لدى أبناء الأمة الإسلامية والعربية بمسلميها ومسيحييها، لمواجهة إجراءات إسرائيل التعسفية ضد المسجد الأقصى المبارك. ودعا المؤتمر العام لنصرة القدس، إلى تعبئة الجهود على صعيد الوطن العربي والعالم الإسلامي لكسر الحصار عن القدس، وتصعيد التضامن الدولي مع المقدسيين. وشارك في المؤتمر، المفتي العام للقدس الشيخ محمد حسين، وممثلون عن بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، والناطق باسم بطريركية الروم الأرثوذكس الأب عيسى إلياس، والأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير محمد صبيح، ووكيل المجلس الإسلامي المسيحي في القدس يونس العموري، والأمين العام لمؤتمر نصرة القدس سعيد خالد الحسن، ورموز سياسية وممثلون عن هيئات عربية وإسلامية من مصر والدول العربية.