رأى عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة الدكتور سليمان الرحيلي خلال ندوة (غزوة بدر تاريخ وعبر) التي نظمها أدبي المدينةالمنورة أمس الأول، أنه من المهم استلهام الدروس المستفادة من غزوة بدر كونها تمثل موقعة مفصلية في تاريخ معارك المسلمين والمشركين، ومن بينها تكريس مبدأ الشورى، واستهداف القوة الاقتصادية للعدو، والتمسك بتوجيهات القيادة، والقيام بعمليات استخباراتية ضد العدو للتعرف على عناصر قوته وضعفه. من جهته، استعرض رئيس النادي الدكتور عبدالله عبدالرحيم عسيلان في ورقته الإشارات التي تبرز الروح الجهادية التي تجلت منذ اللحظات الأولى للغزوة حيث راح النبي (صلى الله عليه وسلم) يستنهض همم المسلمين ويرغبهم في لقاء أعداء الله والعمل على نصرة دينه، مشيرا إلى سرعة تفاعل المسلمين مع توجيهات النبي، ولفت إلى أن الإسلام يهذب الفطرة إلى ما من شأنه صلاحها وفلاحها. من جانبه، أشار عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية الدكتور محمد العواجي، إلى أن توقيت إقامة ندوة غزوة بدر في رمضان يعزز من أجواء استلهام ماضي وتاريخ الأمة في رمضان حيث دارت رحى هذه المعركة الفاصلة بين الحق والباطل في رمضان في السنة الثانية من الهجرة، معددا المعارك التي جرت خلال الشهر كفتح مكة والأندلس في 92ه ومعركة بلاط الشهداء سنة 114ه وفتح عمورية سنة 223ه ومعركة عين جالوت سنة 658 ومعركة شقحب سنة 702، واستفاض العواجي في استعراض أسباب وقوع المعركة، مشيرا إلى أنه حين سار النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى بدر أرسل رجلين من أصحابه يتحسسان أخبار القافلة فرجعا ومعهما النبأ بأنها ستقدم بدرا في يوم كذا، وهو التصرف نفسه الذي قام به أبو سفيان عندما تحسس أخبار النبي فعرف أنه قد خرج لاعتراض قافلته فجعل بدرا عن يساره مارقا بالقافلة. واعتبر الدكتور عايض الردادي أن غزوة بدر لم تكن فقط لإضعاف القوة الاقتصادية لقريش وإنما كانت لإظهار قوة المدينة التي لم تكن لها قوة محسوبة بين عناصر القوى المتحاربة في الجزيرة العربية، مؤكدا أنه لا يتفق مع قول العواجي أن قبيلة قريش خرجت مستيقنة الهزيمة ولكنها خرجت وهي تعتقد بأنها ستكسر شوكة النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي أراد أن يكسر هيبتها بالتعرض لعيرها، وقد أراد الله أن يظهر هذه القوة المستضعفة التي حكمت العالم فيما بعد. بدوره، استغرب الدكتور تنيضب الفايدي في مداخلته من عدم ذكر عدد من الأمور الغيبية التي حدثت في غزوة بدر، من بينها قتال الملائكة إلى جانب المسلمين مشيرا إلى أهمية التعرف على معالم تلك الغزوة المفصلية في تاريخ المسلمين.