من خلال عدد من حلقات البرنامجين الرياضيين (برنامج فوانيس من القناة الرياضية، وبرنامج الديوانية من قناة لاين سبورت). التي تم بثها في أمسيات شهر رمضان الحالي نوقشت الكثير من القضايا الهامة والجوهرية التي تلامس واقع وحقيقة همومنا الرياضية المحلية، ولأن هذه الهموم لا يختلف عليها اثنان، ولأن من بين معايير النجاح لأي برنامج مواكبة أهم الأحداث الرياضية الآنية. فقد وفق البرنامجان في تسليط الضوء بنجاح وشفافية وبكل روية وبتراتبية في طرح المشاركين مما ميز البرنامجين ومن خلال ما تم عرضه من حلقات حتى الآن، عن كثير من البرامج الرياضية التي تطغى عليها الغوغائية والتداخلات و «النشاز» بسبب تواضع أو انعدام «إدارة الحوار» وكذلك نسيان أو تناسي مسيري ذلك الصنف السلبي من البرامج أن الفضائيات أصبحت مرآة مباشرة تعكس للعالم أجمع ما يتخللها من فكر وثقافة و «ما يحسب» أنه واقع مجتمع، فالمسألة أبعد وأكبر وأهم مما قد يختزله البعض في الترزز والصورة والهندام بينما المضامين صراخ وضجيج وتنابز و... أسى!! وقد تزامن تناول بعض الأحداث من قبل البرنامجين في أكثر من حلقة إلا أنه ظل لكل منهما إسهامه في إثراء الحدث ومن بينها على سبيل المثال: «إعصار نادي الاتحاد» ومراحله المأساوية التي تكالبت أحداثها وتسارعت فصولها وتباينت تفاصيلها واستحضر مسرحها شخوصا، وغاب عنه آخرون، وكثر «الرواة» وتضاربت الأنباء واحترق سواد أعظم من المكلومين على ما ظل يحيق بناديهم ويتصاعد احتدامه منذ نهاية الموسم الرياضي المنصرم إلى ما قبل انطلاقة الموسم الرياضي الحالي بأيام محدودة، وتحديدا مساء يوم الاثنين 4 رمضان الحالي، حيث انجلت أهم مراحل الإعصار الاتحادي بانتخاب المهندس محمد فايز رئيسا للنادي، ليجد نفسه أمام بعض ما خلفه الإعصار من إعسار مادي ملزم وخانق، فكان للجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم حيال هذا المأزق المزدوج (تسديد المستحقات المالية ملزمة الدفع في ظل خزينة النادي الخاوية من جهة، ومن جهة أخرى عدم توفر أي متسع من الوقت يمكن رئيس نادي الاتحاد من السعي إلى توفير المستحقات حتى يجنب النادي تعليق تعاقداته). أقول كان للجنة الاحتراف موقفها المسؤول والمشكور فيما يتعلق بالجزئية الخاصة بمنح فرصة من الوقت حددت بأسبوعين، وقد جاء ذلك القرار في سياق الصلاحيات والدور المناط باتحاد كرة القدم في مثل هذه الظروف ومع جميع الأندية الرياضية على حد سواء. لكن ما الذي كان ينتظره بعض من لم يسلم حتى ذلك القرار من «إسقاطاتهم العارية حتى وإن تدثرت بكل ألوان وتلون المراوغة.. هذا ونحن في رمضان..»؟! إلا أن حديث رئيس لجنة الاحتراف الدكتور صالح بن ناصر الذي خص به برنامج (فوانيس) لإيضاح عدد من النقاط. وكان من بينها كل إيضاح وتفصيل للحيثيات التي بني عليها قرار منح فرصة «الأسبوعين» كان حديثا شافيا ومتضمنا حسا استباقيا مبنيا على خبرة عميقة خاصة حينما أشار بما معناه أن إيضاحه من أجل تجنب ما قد يكتب من تأويلات واجتهادات. لكن لا حياة لبعض من تنادي يا دكتور.. والله من وراء القصد تأمل: يقدر زمانك وهذا الحال يمطر محال يستر جمال الحقيقة لا بدت عارية؟! فاكس: 6923348