تدفق أبناء الجالية الموريتانية إلى الحرمين الشريفين منذ عشرات السنين، ولا يوجد تأريخ دقيق يوضح هجراتهم الأخيرة إلى المملكة، بيد أن «الشناقطة» الذين يعيشون في وادي جليل في العاصمة المقدسة يرجحون أن الهجرات الأخيرة لهم بدأت منذ 70 عاما، وعرف عن الموريتانيين حفظ القرآن الكريم ودراسة أمهات الكتب المتعلقة باللغة العربية والنحو الصرف، لذا يظهر شعراء كثر منهم، حتى أنهم أطلقوا على بلادهم «بلد المليون الشاعر». «عكاظ» اقتربت من حياة الموريتانيين في وادي جليل، واستعرضت معهم حياتهم في العاصمة المقدسة، مؤكدين أنهم يشعرون براحة تامة قرب الحرم المكي. وأوضح الخيرو موسى أنه جاء من موريتانيا منذ عام 1395ه، مشيرا إلى أنه عاش بهدوء هذه البلاد طيلة تلك السنين، مؤكدا أنه لم ير من الشعب السعودي إلا كل خير. وبين أن عددا من أبنائهم يتعلمون في مدارس حكومية وآخرين في مدارس أهلية، لافتا إلى أنه يعمل في إحدى شركات القطاع الخاص. وأفاد أن الجالية الموريتانية بدأت الهجرة إلى المملكة منذ نحو 70 عاما تقريبا، موضحا أنه يغلب على أبناء الجاليات الشنقيطية حب الأدب والشعر. إلى ذلك، أوضح عبدالعزيز حسن، أنه جاء إلى مكةالمكرمة قبل نحو نصف قرن، مفيدا أنه يعمل كسائق خاص مع إحدى العائلات المكية وبراتب شهري لا يزيد على 1500ريال، مؤكدا أن دخله لا يكفيه لإعالة أسرة مكونة من سبعة أفراد وزوجة. وذكر أن وجبته المفضلة الرز مع اللبن، وهي تراثية يتناولها كبار الموريتانيين، لافتا إلى أنه مارس في صباه لعبة المقطار، أما الآن فلا يجد الوقت الكافي لمزاولتها بعد أن بلغ من العمر عتيا. وأعرب عن اعتزازه وافتخاره بانتمائه إلى شنقيط، موضحا أن آباءه وأجداده يحرصون على تعليمهم القرآن الكريم واللغة العربية، موضحا أنه يغلب على أبناء موريتانيا حب الخير والولاء للبلاد التي أوتهم من عشرات السنين. إلى ذلك، بين الشاب معاذ محمد -أحد أبناء الجالية الموريتانية- أنه يتمتع بمزاولة لعبة المقطار، ملمحا إلى أنهم ورثوها عن آبائهم وأجدادهم منذ عشرات السنين. وذكر أن اللعبة تتكون من 30 بيتا وتلعب بأحجار صغيرة وأخشاب، لافتا إلى أنها تقسم إلى نوعين وكل نوع يتكون من 12 حبة سواء من الأحجار أو الأخشاب، الذي يفوز في اللعبة يستمر في اللعب مع جماعته إلى النهاية.