يخطبن الشباب هربا من العنوسة لجأت فتيات جزائريات إلى مواجهة ارتفاع نسبة العنوسة في البلاد وتقلص فرص الزواج إلى طريقة جديدة تخالف العادات والتقاليد الموروثة؛ فيعرضن أنفسهن على الشاب أو أسرته للزواج، وينتظرن موافقتهما. وذلك الحال لم يعد أمرا غريبا أو مستهجنا أن يخطب الرجل أو المرأة لابنتهما، خاصة أن هناك من النصائح «التراثية» ما يشجع على هذه الخطوة، كالمثل الشعبي القائل: «اخطب لبنتك ولا تخطب لابنك». ورأت صحيفة «الشروق» الجزائرية؛ أنه ربما سيصير في حكم العادي بعد سنوات أن تتولى الفتاة بنفسها خطبة عريسها دون أن تستعين بأبيها أو عمها. وربما يأتي اليوم الذي تطرق الفتاة باب الشاب وهي تحمل باقة ورد أو علبة حلوى وتقول له: «إني خطبتك لنفسي»!. ولنتحدث عن واقعنا الخليجي؛ ألم تدخل إلينا هذه العادة، وهي خطبة الفتاة للشاب؟!!. دخلت وبقوة، وهي بشكل ملتف من خلال خطبة والدة الفتاة للشاب من أم الشاب، فأم البنت هي من خطبت وليست أم الابن. ومنها ما يكون صريحا من خلال ارتباط الفتاة بعلاقة مع شاب تصرح فيها بطلب الزواج؛ فهي تخطب الشاب لنفسها. فلماذا وصل حال بعض فتياتنا لهذا الحال؟ متى كانت الفتاة هي من تخطب (بفتح التاء) ؟!!، ومتى كانت الفتاة هي من تبحث ؟!!، ومتى كانت الفتاة هي من تدفع ؟!!. الفتاة يصل الخطاب لبيتها وهي معززة مكرمة، ويخضعون لشروطها، ويتلهفون لسماع نبأ موافقتها، ليكسوها بالذهب والحلي، ويكرموها بالمهر!!. هذا هو الواقع الحقيقي، وذاك هو الواقع المزيف؛ الذي أخرجته لنا أدخنة العنوسة المظلمة.. السؤال القادم والأهم هو: ما هي المصيبة القادمة التي ستخرجها لنا أدخنة العنوسة المظلمة؟!!. نسأل الله السلامة، ولكن بدون فعل الأسباب لن يحصل العلاج؛ فلا بد من الأمرين (أعقلها وتوكل). وليس أقل من أن نرى جمعية للعوانس تحارب العنوسة، وتدافع عن فتيات المجتمع وشبابه.. في الجزائر ندعوهم لإنشاء وزارة للعوانس، أما عندنا فمازالت مطالبنا تحت سقف جمعية للعوانس.. وأسأل الله أن لا نرى يوما قلما يؤكد بأن الحاجة قد وصلت إلى وزارة ولم تعد الجمعية قادرة ولا مؤثرة. عبد العزيز جايز الفقيري