لا أحد ينكر أن هناك نسبة كبيرة من العوانس في مجتمعنا، وإن كان لا تحضرني دراسة معينة حول العنوسة، ولكن نسبة اللاتي تعدين مرحلة الزواج المبكر لا يستهان بها، هذا إذا أضفنا لها نسبة المطلقات، وكذلك الأرامل. كل من ناقشته في هذا الموضوع يذكر أنه يعرف بيوتاً كثيرة تحتوي بين جدرانها فتيات قاربن مرحلة العنوسة أو وصلنها. ولاة أمورهن يتمنون من يتقدم لهن، مع أن ولي الأمر هو السبب المباشر لما وصلت بنته إليه!! كيف يكون ذلك؟؟ لأن ولي الأمر لا زال يتمسك بعقلية أنه من العيب أن أبحث عن شاب يرضى دينه وخلقه، لابنتي، ولأنه ينزل من قدر الفتاة عند الشاب وعند عائلته!! للأسف إن هذا الفكر سائد لدى كثير من العوائل، حيث يرون أن تجلس البنت في البيت حتى لو تتعدى مرحلة العنوسة ولا يشهر بها لدى الولد الصالح ديناً وخلقاً، وأنها ليست سلعة تعرض للبيع!!، (بل تجد الأب يذهب مع ابنه ليخطب له ويبحث له عن بنت الحلال، وكأن مقارنة الابن مع البنت هو العنصر الأضعف). ثم إن تمسك الأم بما يضمن لها حقها المادي هي وابنتها بطلب المهر العالي دون الاهتمام بصلاح الشاب المتقدم ومدى إسعاده لبنتها ودون التفكير في أحواله المادية، هو سبب آخر من ولي الأمر الأم. من الطرف الآخر هناك كثير من الشباب يبحثون عن شريكة الحياة لكنهم يعترضهم عقبات يعجزون عن حلها لوحدهم. وحجة الشاب لتأخير الزواج هو تكوين نفسه من جميع النواحي مسكن، مركب، مهر مهما على أو غلى، ومتطلبات الحياة الأخرى. ترى ما الحل لفتاة حبيسة الأربعة جدر أن تنتظر فارس الأحلام؟ وشاب أهلكته وأنهكته تكاليف الغلاء المعيشي الذي لم يعد يحتملها وهو أعزب فما بالك إذا تزوج!! مع هذا الوضع الاجتماعي السائد في معظم بيوتنا واستسلام الشاب لما يرى أمامه من عادات وتقاليد، يتوقف عن فكرة الزواج حتى وإن تقدم به العمر. أو أن أمام الشاب المغامرة ويتقدم للزواج مهما كان أمامه من معوقات، وتأتيه بعد عشر سنوات وتسأله كيف حالك وأحوالك صديقي؟؟ فيجيبك: هانت صديقي اقترب الفرج لم يبق إلا القليل من الدين الذي عليَّ من تكاليف زواجي!!من يقع اللوم عليه ومن المسؤول عن وجود ابن لم يتزوج أو بنت لم تتزوج وهم في عمر الزواج؟ الأب، الأم، الإعلام، الدعاة، أم الجميع؟؟ @القويعية - الجلة