وصف الشيخ عادل بن سالم الكلباني امام وخطيب جامع المحيسن في الرياض الأمن الذي تعيشه المملكة هو نعمة من نعم الله عليها ويجب أن يحافظ عليها ويدافع عنها ويبذل من أجلها الغالي والنفيس ، كما اكد الكلباني في حواره مع «عكاظ» ان الفتوى محاطة بدائرة من التهويل وقال ان شهر رمضان شهر سعة ورحمة من الله على عباده داعيا الجميع الى استغلال هذا الشهر الكريم في التزود بالطاعات وفيما يلي نص الحوار: • منذ متى بدأت رحلتكم مع القرآن الكريم؟ رحلتي مع القرآن هي رحلة العمر كله ، فقد بدأت معي منذ نعومة أظفاري ، لكنها ترسخت وأخذت الطبيعة العلمية منذ عام 1403 تقريبا . ثم استوت على سوقها بعد أن حفظته عام 1406 وأجزت فيه عام 1407 ، واسأل الله حسن الختام ، وأن يجعله حجة لنا وشفيعا يوم نلقاه. • حدثنا عن جامع المحيسن الذي تؤم المصلين فيه ومناشطه خلال هذا الشهر الكريم ؟ بدأت إمامة جامع المحيسن منذ افتتاحه في 30/6/1430 ، ومناشط الجامع تتلخص في دورة لتصحيح التلاوة للرجال وأخرى للنساء ، للعام الثاني ، وكالمعتاد افطار الصائمين وكلمات توجيهية بعد صلاة التراويح لدعاة من الرجال ، ومن النساء . بواقع يوم رجالي ويوم نسائي. • متى كانت انطلاقتكم الأولى لإمامة المصلين ؟ بدأت رحلتي مع المسجد مؤذنا في مسجد الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز في حي اليمامة جنوبالرياض ، ثم إماما وخطيبا في جامع صلاح الدين بحي صلاح الدين في الرياض ، وإماما وخطيبا في جامع مطار الملك خالد ، ثم إماما وخطيبا لجامع الملك خالد بأم الحمام ، ثم إماما في صلاة التراويح في المسجد الحرام ، عام 1429 ، ثم إماما وخطيبا لجامع المحيسن بالرياض . وقد ساعدني فيها كثيرون ، بعد المولى جل في علاه ، منهم الشيخ محمد بن سلمة ، وكيل وزارة الحج والأوقاف آنذاك، رحمه الله ، الشيخ عبدالله القصير ، وفقه الله ، والشيخ عبدالله بن محمد بن قعود ، إمام المسجد الأول ، حيث كنت مؤذنا له، ولا انسى موقف سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله الذي شجعني كثيرا . ولا ريب أن من يقف على قمة النعمة التي أرفل فيها، بعد المنعم الكريم خادم الحرمين الشريفين ، حيث صعد بي إلى قمة الشرف بتكليفي بالمشاركة في إمامة المصلين في صلاة التراويح في المسجد الحرام . وكذا صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب اليد الطولى في دعمي وتوجيهي والأخذ بيدي ، ونصحي ، وكان لي أبا شفيقا وقلبا عطوفا ، جزاه الله عني خير الجزاء . ولا انسى دعم وتوجيه صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وكذلك الامير عبدالعزيز بن فهد . تغير الحياة • ما الفرق بين برنامجك اليومي في رمضان وغيره من بقية الشهور ؟ الفرق كبير ، ففي رمضان يرق القلب أكثر ، وتجود العين أكثر ، وتنشط الجوارح للعبادة أكثر ، فالإقبال على الله فيه أكثر ، وطعمها أحلى ، فتتغير الحياة كلها ويغلب طابع التعبد على جانب الحياة في غيره من الشهور . مراجعة القرآن • كيف تراجع حفظ القرآن وكم تستغرق من الوقت فيه؟ مراجعتي في رمضان وغيره ثلاثة أجزاء يوميا ، هذا خلاف من يقرأ علي فلو جمعت مع ذلك كان مجموع المراجعة خمسة أجزاء تقريبا ، ثلاثة تلاوة واثنان أو أقل قليلا سماعا ، ولا بد من ورد يراجع فيه القرآن في صلاة الليل ، والله المستعان. مستقبل مشرق • نظرتك لواقع الأمة الذي تعيشه اليوم؟ هناك مبشرات ، مع استمرار الوضع المحزن للواقع ، لكن الثقة بالله عظيمة ، وظننا به حسن ، وتصديقنا بوعده لا يتزعزع ، وقد قضى في كتابه، ومضت سنته ، أن العاقبة للمتقين. ولا بد من تمحيص وابتلاء ، ليميز الله الخبيث من الطيب ، فالمستقبل مشرق بحول الله ومنته . تحقيق الرغبات • هل تظن أنك حققت رغبة وأمنية والدك في حفظ القرآن الكريم؟ نعم ، بل وإني لأرجو أن ألبسه ووالدتي تاج الوقار ، فضلا من الله ومنة . تشريف وتكليف • كيف تنظرون إلى مسؤولية إمامة المسلمين؟ هي تشريف وتكليف، فالتشريف يحثك على الاحتفاظ بها ورعايتها ، والتكليف يلزمك بأدائها على الوجه المطلوب ، قدر المستطاع ، وبالله الاستعانة. بذل الجهد • هل أنت راض عما قدمت لضمان سلامة وتنوير أفكار المصلين حول بعض الظواهر السلبية لممارسة الدين؟ راض من جهة ، حيث أحسب أني بذلت جهدي ، وغير راض من جهة أخرى لأني أرى أوجه نقص ينبغي تصحيحها ، ودرجة كمال يجب أن نحاول الوصول إليها ، وما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت ، وإليه أنيب . لا جواب • ثم هل أنت نادم على فتواك بإباحة الغناء وما هي كلمتك لمن أخذ بتلك الفتوى؟ أمتنع عن الإجابة . العافية والجوع • أكلة الشيخ عادل المفضلة في رمضان ثم ماهي رسالتك لمن انعم الله عليهم برغد العيش في هذا الشهر تجاه إخوانهم الفقراء؟ ليس لي أكلة مفضلة، فما تيسر يغني ، وبطبيعة الحال تتحكم فيه العافية والجوع ، ومن الحكم في الصيام أن يتذكر الغني حال الفقير الذي لا يجد ما يسد جوعه فيعطف عليه ويتفقد حاله ويتصدق عليه ، إن الله يحب المتصدقين . دعوى وخطاب • ماذا تعني لك المصطلحات التالية: إمامتك للحرم المكي: شرف ، وحجة لك أو عليك. الفتوى: محاطة بدائرة من التهويل. جامع الملك خالد: نصف عمري الدعوي والخطابي. الإرهاب: بمعناه السائد جريمة بكل المقاييس. الأمن: نعمة من أجل النعم ، يجب أن يحافظ عليها ويدافع عنها ويبذل من أجلها. الجهاد: ذروة سنام الإسلام ، لا يعرف معناه ولا حكمته كثير من المجاهدين المزعومين. المحراب: واجعلنا للمتقين إماما. رمضان: سعة رحمة الله ، وقربه وحلاوة مناجاته.