للمساجد في رمضان شكل آخر بازدحامها بالمصلين وحرص الكثير منهم على الحضور مبكرا لقراءة القرآن وحجز مكان، وفي مساجد أخرى يعتبر بعض المصلين صوت الإمام هو الجالب للمصلين والبعض الآخر يقول المسألة راحة نفسية وقبول يضعه الله للإمام والمسجد لدى المصلين. وعن اختيار المسجد للصلاة ، قال إمام جامع المحيسن شرق الرياض وإمام الحرم المكي سابقا الشيخ عادل الكلباني إن صوت الإمام يأتي في المرتبة الأولى لجذب المصلين، وجلب الناس إلى المسجد، فالناس لا يركبون سياراتهم ويتجشمون العناء من أجل الرخام الموجود والزينة في بعض المساجد، مضيفاً أن موقع المسجد يؤثر على الحضور ومساحته والمواقف من الأشياء المهمة. وحول مشروع تفطير الصائمين الذي اعتبره البعض فندقيا في جامع المحيسن، أكد الكلباني أنهم في المسجد يتفقون مع مطعم وقال: نحن في زمن ادفع وترتاح وهناك مطاعم ندفع لها وتقوم بكل شيء، واذا كان للمساجد فئات خمس نجوم فمسجدي خمس نجوم". وأكد الكلباني أن إنكار التعدي في الدعاء من البعض غير صحيح ولكن التدقيق في الدعاء وقول هذا دعاء صحيح وذاك غير صحيح، فهذه تحكمات بلا دليل، معتبرا التعدي هو ماقاله النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي فيه دعوة إلى إثم أو قطيعة رحم. البرامج الرمضانية وفيما يتعلق بقراءات بعض الأئمة قال الشيخ الكلباني مازحا "أنا لا أعلم عنهم لأني أصلي مع نفسي" ولكنه أكد أن بعض الأئمة الذين يسمع تلاوتهم وبعضهم في الإذاعة يستمع إليهم "لديهم لحن واضح وبعضهم من الأئمة المشهورين" وعن الدورات المقدمة في رمضان قال الكلباني لدي دورات لتصحيح التلاوة للرجال والنساء. وانتقد الشيخ الكلباني ما تحتويه بعض البرامج التلفزيونية في رمضان قائلاً "بعض البرامج تقوم على طاقم سعودي ويقومون بحركات مستفزة سواء بالثوب القصير أو غيره" مضيفاً أنه لا مانع من انتقاد الهيئة أو التربية والتعليم أو الصحة، فنحن مع النقد الذي يراد به التصحيح لا السخرية. ومن ناحية القنوات في رمضان ونصيحته لهم ، قال الكلباني "هم لا يفكرون فينا ويعلمون أن ما يعملونه حرام ومضيعة للوقت.. أنتم تنتقدون من يتنقل بين المساجد ولا تنتقدون من يتنقل بين القنوات". روحانية الشهر من جانبه اعتبر الباحث والداعية الإسلامي تركي الغامدي أن الذي يحمل الناس على الحضور هو روحانية الشهر معتقدا أن انجذاب الناس لمسجد دون آخر إنما هو الإمام وليس صوته فقط والتهيئة العامة للمسجد من فرش وتكييف وسعة للمواقف وأن تكون الساحات المحيطة بالمسجد بيئة جاذبة والإنارة الجيدة، لأنها تترك أثرا نفسيا عجيبا، وقال في أماكن الدراسة والعلاج يهتمون بالوضع النفسي لأنها تترك أثرا نفسيا كبيرا، فما بالك بأماكن العبادة. وعن حرص بعض الأئمة على ختم القرآن قال الشيخ الغامدي ختم القرآن غنيمة ولكن الأهم هو التيسير على المصلين بحيث لا يشق الإمام على المصلين من أجل الختم وافتقاد الروحانية والتدبر. وأضاف "الرسول صلى الله عليه وسلم كرر آية في ليلة كاملة، فالمقصود هو التأمل في الآيات والخشوع معها". مشاريع التفطير وأكد الغامدي أن بعض العبارات يكون فيها سجع متكلف أو يبتعد بعض الأئمة عن السنة في الدعاء، مشددا على أن بعض الأئمة لديه إطالة في الدعاء، فالتراويح يكون وقتها قليلا ويأخذ أكثر من نصف وقت التراويح في الدعاء، فهذا لا يعقل. وانتقد كذلك بعض مشاريع التفطير في المساجد وقال بعض المساجد تفطر الناس فطور خمس نجوم وليس تفطير صائم، مقترحا أن المساجد التي لديها القدرة المادية على دفع مبالغ كبيرة للتفطير أن تساعد المساجد التي لا تستطيع القيام على مشروع التفطير أصلا نظرا لقلة مواردها. وعن ظاهرة التنقل بين المساجد وملاحقة الأئمة أكد الغامدي أنه ربما يضيع على الشخص التركيز فيكون مثل مندوب المبيعات كل يوم في مسجد. وقال أخشى أنه لا يركز وفي مرات تفوته الصلاة، وأضاف لا بأس من التغيير ولكن بالشكل المقبول. يذكر أن وزارة الشؤون الإسلامية قد تدخلت في بيان وزعته على كافة فروع الوزارة بمناطق المملكة الشهر الماضي، لتحديد درجات حرارة التكييف في المساجد ب25 درجة مئوية، مع التأكيد على تنبيه المصلين بعدم العبث بأجهزة التكييف. وأكدت الوزارة أن التقويم المعتمد للأذان في كافة مساجد المملكة هو تقويم أم القرى، ويجب إزالة كافة التقاويم والساعات الإلكترونية المخالفة لذلك، داعيا إلى أن يكون الفرق بين صلاة المغرب والعشاء ساعتين عملا بتقويم أم القرى وبحسب فتوى مفتي عام المملكة، وتوسعة على الناس وسداً لذريعة الاختلاف بين المؤذنين.