بهذا اللقب لقب الشيخ محمد صديق المنشاوي الذي ذاع صيته في كافة أرجاء العالم الإسلامي حيث اشتهر بقراءته بمقام النهاوند التي أبهرت مستمعيه، أبوه الشيخ صديق المنشاوي الذي علمه فن قراءة القرآن الكريم وكان سببا في نجاحه. ولد المنشاوي عام 1920م بإحدى قرى محافظة سوهاج وأتم حفظ القرآن وهو في الثامنة من عمره. وكان يحيي ليالي شهر رمضان، ولما علم المسؤولون بالإذاعة بموهبته أرسلوا إليه يطلبون منه أن يتقدم بطلب للإذاعة ليعقد له اختبار فإن اجتازه يعتمد مقرئا بها فرفض هذا الطلب وقال: لا أريد القراءة بالإذاعة فلست في حاجة إلى شهرتها ولا أقبل أن يعقد لي هذا الامتحان أبدا... فما كان من مدير الإذاعة في ذلك الوقت إلا أن أمر بأن تنتقل الإذاعة إلى حيث يقرأ الشيخ وكان يحيي حفلا رمضانيا بإحدى القرى لتقييم صوته وبعد التقييم أرسلو إليه لاعتماده مقرئا بالإذاعة إلا أنه رفض مرة ثانية. وأثار هذا الموقف غضب المسؤولين بالإذاعة وكادت أن تصبح مشكلة كبيرة إلا أن أحد المقربين من الشيخ تدخل وأقنعه، وبعد إلحاح شديد ذهب المنشاوي للإذاعة واستكمل تسجيلاته وتم اعتماده قارئا بالإذاعة عام 1954 إلى أن توفاه الله وكانت أول سورة سجلها الشيخ محمد للإذاعة هي سورة لقمان وذاع صوته في مختلف دول العالم العربي والإسلامي وله فيها الكثير من التسجيلات. ولكن النجاح سلاح ذو حدين فقد تعرض المنشاوي لمحاولة قتل من بعض الحاقدين عليه بوضع السم له في طعامه لولا عناية الله الذي ألهم الطاهي بإبلاغ الشيخ بما يحاك ضده وكانت مشيئة الله. وأيضا من المواقف الجريئة له أنه رفض التلاوة في حفل يحضره الرئيس عبدالناصر بعد أن أبلغه رسول عبدالناصر أنه سيتشرف بالتلاوة في حضرة رئيس الجمهورية فكان رد الشيخ الجليل: ولماذا لا يكون الشرف لعبدالناصر أن يستمع إلى تلاوة الشيخ المنشاوي. وقال بعد ذلك أنه آسف لأن عبدالناصر أرسل له أسوأ رسله. وفي عام 1966م أصيب (رحمه الله) بدوالي المريء وقبل سفره إلى الخارج للعلاج على نفقة الدولة وافته المنية في 20/6/1969م.