أجمع عدد من المحللين السياسيين في المملكة على أن الخناق الدولي بات يضيق على النظام السوري يوما بعد يوم، مشيرين في تصريحات ل«عكاظ» أن التأييد الواسع لمشروع القرار السعودي «العربي» في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس يمثل انتصارا معنويا كبيرا للشعب السوري وهزيمة ساحقة لنظام بشار الأسد الذي فقد شرعيته على المستوى الدولي. وقال إبراهيم ناظر إن تصويت 133 دولة على مشروع القرار دلالة على أن صبر المجتمع الدولي بدأ ينفد من جراء إصرار النظام السوري على انتهاج طريق العنف وقمع المدنيين بشكل دموي لم يسبق له مثيل في البلاد. وأضاف ان هذا التصويت الذي نجحت المملكة في قيادته ما هو إلا تصويت دولي على عدم شرعية هذا النظام الذي بات في وضع محرج دوليا حتى على أقرب مؤيديه الذين يحاولون إنعاشه رغم سقوط شرعيته. وتطرق إلى الدفاع المستميت من قبل الروس لنظام الأسد قائلا: إنه يأتي من باب عدم رغبتهم في التخلي عن آخر قلاعهم العسكرية في المنطقة والمتمثلة في قاعدتهم في ميناء طرطوس السوري والتي تعتبر المغذي الرئيسي لنظام الأسد بالإمدادات العسكرية والأسلحة والعتاد والخبراء الروس. ومن جهته تحدث الدكتور صدقة فاضل قائلا: إن المأساة في سورية هي أن القضية السورية تحولت من قضية إقليمية في الشرق الأوسط إلى قضية دولية تعكس صراعا عالميا، والضحية هنا هم الشعب السوري الشقيق الذي عانى وما زال يعاني من نظام الأسد الدموي الاستبدادي يوميا. وأضاف: إن ما يحصل في سوريا هو معاناة إنسانية لا تحتمل، حيث إن الشعب السوري ينكل به ويقتل بسبب مطالبته بحقوقه وحريته، مع عجز المجتمع الدولي على إصدار قرار قوي يوقف آلة العنف الحاكمة الدموية في دمشق. وقال إن حكومة خادم الحرمين الشريفين لا زالت تواصل دعمها ومساندتها للشعب السوري ولن تتخلى عن دعمه إنسانيا ومعنويا وسياسيا في كل المحافل الدولية، لافتا إلى أن المقترح السعودي حظي بتأييد قوي من قبل أعضاء الدول في الأممالمتحدة نتيجة اقتناع هذه الدول بالوضع المأساوي الذي يعيشه المدنيون في سورية، رغم أن هذا التصويت ليس ملزما إلا أنه يعكس نصرا دبلوماسيا ومعنويا للشعب السوري على النطاق الدولي وهذا ما لا يريده نظام الأسد الذي لا يفهم إلا منطق القوة والعنف ضد مواطنيه وبلده. وتمنى أن تراجع روسيا والصين مواقفهما الداعمة لنظام الأسد ومحاولة فهم القضية السورية بطريقة أعمق ومساعدة ومساندة الشعب السوري لتجاوز الظلم حتى لا تخسرا مواقعهما في المشهد السوري مستقبلا، حيث إن كل المؤشرات تدل على أن نظام الأسد أوشك على الانهيار.