في الوقت الذي انفض فيه سامر التجهيز، وطويت صحف الاستعداد، ودنت لحظة الحقيقة باقتراب موعد الركلة الأولى في دوري زين بموسمه الجديد، انقسم مقيمو الكرة، ومحبو النصر، في موقفهم من مدى جاهزية فريق كرة القدم النصراوي إلى فريقين؛ واحد اتخذ موقفا ذا زاوية حادة ولا يرى فيما تم إنجازه ما يمكن التعويل عليه إطلاقا، وثان ارتكب مبالغة فجة بافتراضه أن مسألة تتويج الفريق وترصيعه بالذهب باتت مسألة وقت لا أكثر، وبين هذا الموقف وذاك، لا يجب أن تضيع الحقيقة. الهدف المعلن لإدارة النصر الحالية هو تقديم فريق كرة قدم بهوية فنية واضحة المعالم، رفيعة المستوى، تتسم بالثبات والاستقرار. وبعيدا عن وعود الرئيس القديمة والمبالغ فيها، وحين نستبعد المنجز البطولي الصفري من دائرة الحساب والمحاسبة، على اعتبار أن تحقيقه من عدمه أمر خارج عن الإرادة، ولا يمكن قياس الجهد الإداري المبذول من خلاله، فإن واقع الحال يقول إن عوامل غياب النصر عن التواجد في المكان الذي يفترض تواجده فيه، عطفاً على معطيات التاريخ، لا تزال حاضرة. للوهلة الأولى، يظن المتابع العادي، ومحب النصر، أن ثمة عملا إداريا نصراويا مختلفا هذه الصائفة؛ الجهاز الفني «الماتوراني» مستعد وحاضر، الأجانب الأربعة متواجدون، والتجهيز بدأ في وقت مبكر. هذه رؤية منطقية نسبيا، إنما بإعادة النظر، وبقليل من التركيز، تتشكل أجزاء الصورة الباهتة، وتبين ملامح العمل النمطي، غير المجدي. ولا تحتوي هذه المقولة الاستقرائية على أي نوع من أنواع المجازفة، كما لا يمكن وصفها بالمبكرة، ذلك اتكاءً على حقيقة وجود نقائص فادحة وجلية شابت الجهد الإداري المنجز، ومن ثم الجانب الفني. الحقيقة تقول إن جهدا ما قد بذل، والحقيقة كذلك تكمل مقولتها بأن ذلك الجهد لن يكون كافيا لنقل الفريق على الصعيد الفني بالطريقة التي تتواءم وطموحات محبيه. إن تقدير عمل الطالب المهمل الذي يساعده على الخلاص من مرتبته المتأخرة والانتقال إلى مراتب الوسط، لا يعني الشهادة له بالتفوق. ومع كامل التقدير للعمل النصراوي المقدم، إلا أنه وفي حال نقل الفريق، سوف يحركه من الخانة الافتراضية رقم سبعة إلى الخانة رقم خمسة، على أحسن الأحوال. ومن ثم فإنه لن يساهم في تقديم النصر كما ينبغي في أعين متذوقي الكرة والمحبين. ثمة علامات استفهام كبيرة ترتسم حول الجهاز الفني، طريقة وتوقيت استقطابه، وظروف التمديد له. عن هوية الفريق تحت إشرافه. عن مدرب حراس المرمى ذي الجدائل، وذي الاسم المثير للجدل. كذلك هناك تساؤلات عن المخيلة الغائبة في عملية انتداب الأجانب. وعن الشح المحلي. وعن الصراع الشرفي، لا شيء جوهري تحت طائلة التغيير. النصر كما ينبغي لن يحضر على طريقة أكل الأخضر واليابس، لن يكون حصانا أسود. ستكون هناك مقدمات منطقية تسبق العودة المنتظرة؛ استقرار شرفي وفني. أجانب على مستوى مرتفع. موسم هاديء تتحقق به إحدى بطولات النفس القصير. لذلك يمكن التعويل على رؤية تؤكد وبناء على معطيات الواقع عدم استطاعة النصر أن يعود (نصرا كما ينبغي) هذا الموسم، ربما الذي يليه، أو الذي يليه، من يعلم؟. !!Article.extended.picture_caption!!