أطلقت جمعية المحافظة على التراث العمراني بجدة أسبوعها الثقافي بمحاضرات قيّمة بدعم وإشراف أمين المحافظة الدكتور هاني أبوراس، يلقيها كل من الدكتور عبدالله نصيف، الدكتور سمير برقة، الدكتورة هند باغفار، الدكتورة لمياء باعشن، أحمد باديب، فيصل لبان وسميرة فتيحي، وذلك في بيت آل نصيف بحضور المشرف على الجمعية. وتستضيف فعاليات ليالي رمضان التراثية في كل ليلة شخصية معروفة من رجالات ونساء المجتمع وأعيان وأهالي جدة القديمة وبعض الأكاديميين والأكاديميات ورجال الأعمال، للحديث عن الذكريات في الماضي وكيف كان الأهالي وسكان أحياء جدة يقضون ليالي رمضان ويتسامرون فيما بينهم، إضافة إلى إحياء البرامج الرمضانية وذكريات المسحراتي وكيف كان يجول بين أزقة الأحياء القديمة لإبلاغ الناس بموعد السحور والإمساك، وإحياء المأكولات القديمة منها طبطاب الجنة، وتبادل الحلوى والمأكولات الشعبية منها البليلة واليغمش والمنتو والفورموزا والمغش والشوربة والسحلب والتمر الهندي وحلويات الدبيازا، وغير ذلك من الحلويات الأخرى والمأكولات الشعبية، كما أن هناك العديد من الألعاب القديمة التي كانت تزاول في الماضي منها لعبة الكبت للكبار ولعبة البركان للصغار بالإضافة للكتاب والجسيس في الماضي. وقدم الدكتور نصيف محاضرة اتسمت بالبساطة في الطرح وتحدث عن شجرة النيم الشامخة أمام منزل آل نصيف، مشيراً إلى أنها أول شجرة في جدة منذ 1947م، وتحدث عن ذكرياته الجميلة في هذا البيت الأثري وعن المباني الحجازية التي كانت تستقبل الضيوف، عن حارة اليمن والتي اكتسبت مسماها لاتجاهها نحو بلاد اليمن وبها دار آل نصيف ودار الجمجوم ودار آل شعراوي ودار آل عبدالصمد، وأضاف أن بيت نصيف يقع في وسط جدة ويعبّر عن حقبة تاريخية من حقب تطور الفن المعماري القديم وهو أحد أهم المعالم الأثرية فيها، واكتسب أهمية منذ أن نزل فيه الملك عبدالعزيز على ضيافة صاحب البيت الشيخ عمر أفندي نصيف -رحمه الله- في عام 1925م، ويعود تاريخ بناء البيت إلى عام 1289ه وتم الانتهاء منه عام 1298ه، وبعد ذلك أهداه صاحبه للحكومة التي قامت بترميمه، وتوجد شجرة أمامه لتصبح علامة مميزة أثرية. من جهته عرض الدكتور سمير برقة مجموعة من الصور الدينية وكان من ضمنها صورة لموضع ولادة النبي وبيت عمه أبي طالب وبيت السيدة خديجة رضي الله عنها وغار حراء ودار الأرقم بن أبي الأرقم وصلح الحديبية وغيرها من الصور التي عُرفت كمواقع مهمة في السيرة النبوية. من جهتها قدمت الدكتورة هند باغفار الكاتبة والمؤرخة المعروفة محاضرة عن العادات والتقاليد في الماضي وحياة أهالي جدة وكيف كانوا يقضون ليالي رمضان. وتحدثت الدكتورة لمياء باعشن عن ذكرياتها في جدة القديمة وما وصلت إليه في عصرنا الحاضر، وكيف تطورت العروس، مناشدة الجميع بضرورة المحافظة على العادات والتقاليد القديمة وإبلاغ الأبناء والأحفاد بهذه الذكريات الجميلة. وأبلغ المهندس نوار «عكاظ» بأن الفعاليات الرمضانية ستستمر حتى منتصف الشهر الكريم، موجهاً الدعوة للمواطنين والمقيمن خصوصاً من أبناء جدة للحضور والمشاركة في تلك الفعاليات التراثية.