في ليلة رمضانية حالمة افتتحت جمعية المحافظة على التراث العمراني بجدة يوم أمس الأول الخميس أسبوعها الثقافي بمحاضرة قيّمة ألقاها الدكتور عبدالله نصيف في بيت آل نصيف بحضور المشرف على جمعية المحافظة على التراث العمراني بجدة وعدد من عمد أحياء البلد والمظلوم وعدد كبير من الحضور. بدأ الدكتور نصيف محاضرته التي اتسمت بالبساطة في الطرح بالحديث عن شجرة النيم التي تقبع شامخة أمام منزل آل نصيف وتعد أول شجرة في مدينة جدة منذ 1947م، وتحدث نصيف بسعادة عن ذكرياته الجميلة بهذا البيت الأثري وعن مؤسّسه أبو جد عمر وعن المباني الحجازية التي كانت تستقبل ضيوفًا كثرا. كما تحدث عن حارة اليمن والتي اكتسبت مسماها لاتجاهها نحو بلاد اليمن وبها دار آل نصيف ودار الجمجوم ودار آل شعراوي ودار آل عبدالصمد، وتطرّق إلى بناء البيت وطرق تعايش أهل زمان والأجداد في المناسبات وخلال السنة وفي استقبال الضيوف، وأضاف أن بيت نصيف يقع في وسط مدينة جدة ويعبّر عن حقبة تاريخية من حقب تطور الفن المعماري القديم في جدة وهو أحد أهم المعالم الأثرية فيها وقد اكتسب أهمية منذ أن نزل فيه الملك عبدالعزيز على ضيافة صاحب البيت الشيخ عمر أفندي نصيف -رحمه الله- في عام 1925م، ويعود تاريخ بناء البيت إلى عام 1289ه وتم الانتهاء منه عام 1298ه، وبعد ذلك أهداه صاحبه للحكومة التي قامت بترميمه، وتوجد شجرة أمامه لتصبح علامة مميزة أثرية. الجدير بالذكر أن الأسبوع الثقافي الذي تنظمه جمعية المحافظة على التراث العمراني بجدة سيستمر لمدة 7 أيام، وسيتم تقديم فعاليات ثقافية متنوعة يوميًا. وأوضحت مديرة لجنة الفعاليات بالجمعية عبير الشريف ل»المدينة» أن البرنامج والذي يستمر مدة 7 أيام سيكون متعدد المواضيع المتناولة في كل يوم من أيام الأسبوع التثقيفي، حيث يقدم في اليوم التالي (أمس) الدكتور سمير برقة محاضرة عن التراث والآثار في الاسلام، وأما في اليوم التالي (اليوم) فستقدم الدكتورة هند باغفار محاضرة عن العادات في الحجاز، واليوم الرابع (غدًا الأحد) تقدم الدكتورة لمياء باعشن محاضرة عن المخيلة الشعبية الحجازية وفن الحجاز، وفي اليوم الخامس سيقدم الأديب أحمد باديب محاضرة عن عوائل جدة ومساكنهم في جدة القديمة، وفي اليوم السادس سيقدم الفنان الجسّيس فيصل لبان أمسية عن كيفية استخدام المقامات في الأذان، واليوم السابع ستقدم سميرة فتيحي محاضرة عن التراث الحجازي. وأكدت إلهام بافرط (عضو مؤسس بجمعية المحافظة على التراث العمراني) على ضرورة التنوع في الأشخاص مما يثري حصيلتنا من معرفة الموروثات الثقافية والحضارية التي مرت على بلدنا الغالي على مر التاريخ.ومن جانبه، قال رئيس جمعية المحافظة على التراث العمراني الشريف أحمد الهجاري ل»المدينة»: إن الأسبوع الثقافي الرمضاني هو بداية البذرة التثقيفية للتوعية بالتراث المعماري والتي ستستمر حتى تعمير المنطقة وانعاشها تاريخيًا وحضاريًا وثقافيًا.