«من السهل أن تعرف كيف تتحرر؛ ولكن من الصعب أن تكون حرا»، هذه الحقيقة التي أفصحت عنها الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي تذكرنا بواقع مئات الأديبات السعوديات اللواتي تعلن المطابع عن ميلاد أعمالهن الورقية سنويا؛ ثم تذوي أسماؤهن وتموت قبل أن تنال حقها من الانتشار الذي يستحقه مستواها؛ لأنهن يخشين تجاوز خطوة النشر الورقي إلى خطوات أكثر جرأة تعلن عن كيانهن الأدبي والإنساني. فأكثرهن يعتذرن اعتذارات صارمة متكررة عن محاولات التواصل الإعلامي معهن لإجراء حوار أو نشر خبر مشفوع بصورة شخصية لهن فضلا عن قبول إجراء مقابلة تلفزيونية أو إذاعية تناقش توجهاتهن الفكرية ومنجزاتهن الإبداعية؛ خصوصا حين يكون الإعلامي الذي سيتواصل معهن لهذا الغرض لا ينتمي لفصيلة «تاء التأنيث» و«نون النسوة»، عدا عن أولئك اللواتي يتشبثن بأذيال الأسماء المستعارة، وإذا نالت إحداهن فرصة المشاركة في أمسية أدبية فلا تحضرها إلا خلسة عن أهلها فارضة على الجهة المنظمة عدم حضور وسائل الإعلام المرئي والمسموع، وعدم إبداء اسمها الصريح أو وجهها حتى وإن اقتصرت قاعة الأمسية على النساء فقط!! هذه الظاهرة غير الصحية تنم عن خلل كبير في مجتمعنا الأدبي، لأنها تعلن عن كاتبات لا يثقن ثقة حقيقية بمفاهيم الحرية الروحية، وقوة الشخصية، والشجاعة السلوكية، والثقة بالنفس، وكل ما سبق وقرأن عنه من صفات البطولة المعنوية ثم ألبسنه شخصيات بطلات أعمالهن الأدبية دون أن تتشبع شخصياتهن به، راضيات لأنفسهن بأدوار هامشية في حياتهن الواقعية رغم استحقاق كل واحدة منهن لدور البطولة المطلقة.خوض بحار الأدب مغامرة لذيذة تتطلب قدرا من الاستعداد للإفصاح عن قناعاتنا الداخلية بسلوكنا على أرض الواقع، وكل ما دون ذلك يجعل من حامل القلم أديبا مع وقف التنفيذ! Twitter @zainabahrani [email protected]