ظلمت بعض المناطق الثائرة في سورية بسبب موقعها الجغرافي، الذي حجب التغطية الإعلامية وإظهار شجاعة وحماسة أهالي هذه المناطق للعالم الخارجي منذ اندلاع الاحتجاجات. ودير الزور أحد هذه المدن الضائعة في سيول الدم السوري، فهي مدينة توسد المنطقة الشرقية لتمتد إلى حدود العراق، وتسكنها العشائر السورية بنسبة 90 في المئة. وتعتبر هذه المدينة كما يقال «خزان الجيش السوري»، خصوصا منطقة موحسن التي تبعد 20 كم عن المدينة، فالكثير من أبناء هذه المدينة يعملون في قطاع الخدمة العسكرية، لذا تكاثرت الانشقاقات بين صفوف الجيش إثر الحملة العسكرية الشرسة على «درة الفرات». وعلى بعد ما يقارب 550 كم من دمشق، تنعزل دير الزور عن المدن الأخرى بصحراء مقفرة، فاقدة التواصل الاجتماعي مع بقية المدن، الأمر الذي أتاح لقوات الأسد حرية القتل والقصف بعيدا عن عين الكاميرا أو عين المجتمع الدولي المتقاعس أصلا عن أداء مهماته الإنسانية في سورية. ومنذ أكثر من شهر تقصف دبابات ومدفعيات نظام الأسد هذه المدينة دون أن تستطيع كسر شوكتها المشرئبة، ويخوض المدنيين أكثر من الجيش الحر. وهذا الأمر ينطبق أيضا على المدن التابعة لمحافظة دير الزور في الميادين والعشارة والبوكمال، إذ حرر الأهالي في المدينة الأخيرة منفذ ربيعة الحدودي مع العراق، واكتفت وسائل الإعلام بمقطع فيديو لم يتجاوز دقيقتين، فيما دفعت المدينة ثمنا باهضا بعد ذلك، وتعرضت لقصف عنيف وشرس من قوات الأسد، بل ارتكبت بعيدا عن الإعلام.. حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت.. ولا خطر ببال بشر. وآخر مجازر قوات الأسد كانت أمس الأول، إذ ارتكبت قوات النظام مجزرة بحق المواطنين العزل في دير الزور عند مسجد الصفا في حي العمال وجرى استهداف باص نقل مدني يقل (عائلات) بين رجال ونساء وأطفال كانوا يريدون الهرب من نيران قوات الأسد الذي كان بانتظارهم فقامت هذه القوات باستهدافهم بقذيفة دبابة أدت إلى تفجر الباص ومقتل من فيه وكان هناك صعوبة في الوصول إليهم بسبب القصف و القنص الكثيف في تلك المنطقة فقد روع الأهالي القريبيين من مكان وقوع المجزرة بمناظر أشلاء الضحايا التي تملئ المكان. هذه المجزرة أودت بحياة 17 شخصا.