اشتد التصعيد العسكري والأمني منذ مساء الأول على ريف دمشق، وخصوصاً الغوطة الشرقية، ومدينة دوما، وعلى مدينة دير الزور وريفها، وهو ما ترافق مع عمليات نزوح للسكان من بعض المناطق، كما في دوما والموحسن في دير الزور. وذكر ناشطون ل «الشرق» أن القصف العنيف على دوما استمر لليوم الرابع على التوالي، وأنه اشتد من صباح أمس مستهدفاً المنازل السكنية مباشرة، وذلك بمعدل قذيفة في الدقيقة، وتزامن مع حصار مطبق للمدينة، وانتشار كثيف للجيش النظامي من جسر الضاحية حتى مخيم الوافدين على الطريق السريع. كما شَهِدَت المدينة قطعا للاتصالات والكهرباء، ومنعا لدخول الخبز والمواد الغذائية، وإغلاقا لكافة الصيدليات والمشافي والعيادات وفرض حالة حظر تجول. وتحدث الناشطون عن قيام الحرس الجمهوري بحملة مداهمات عنيفة للمنازل، واعتقالات عشوائية بالجملة للمواطنين في منطقتي المزارع العالية وشارع الكورنيش، موضحين أن حركة النزوح تواجه صعوبات ومخاطر كبيرة بسبب الحصار، ومنوهين أن هذه الحملة الشرسة جاءت بعد زيارة لجنة المراقبين أمس إلى المدينة. ووجه الناشطون نداءً باسم الأهالي إلى البعثة الدولية، يطالبها بإبقاء عددٍ من المراقبين فيها لتشكيل نوع من الحماية للمدنيين. كما أفاد مواطنون باقتحام قوات الأمن لمشفى حمدان وسط دوما بسيارة مكافحة شغب، وحافلة محملة ب 24 شبيحاً مدججين بالسلاح، وسيارتي دفع رباعي، وانتشرت أنباء عن اعتقال أربعة أشخاص من المشفى، بينما اقتحمت قوات الأمن متجراً بجانب مسجد الكحلوس في شارع حلب مدعومة برافعة، وسرقت الحديد الصلب، وأربع سيارات وبعض الصناديق المجهولة المحتوى. وفي زملكا في ريف دمشق أيضاً، اقتحمت أعداد كبيرة من عناصر الأمن والشبيحة المدينة، وأطلقوا النار عشوائياً. كما أطلقت دبابات مزودة برشاشات الشيلكا نيرانها على المنازل، بينما سُجِّلَت اشتباكات عنيفة في عين ترما التي تعرضت للاقتحام أيضاً، فيما يُعتَقَد أنه محاولة انشقاق. مجزرة في موحسن وفي محافظة دير الزور، أكد ناشطون أن بلدة موحسن محاصرة، ويحاول سكانها النزوح نحو قرى البوليل والميادين وغيرها، وأن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من البيوت نتيجة القصف. كما سمع دوي انفجار عنيف عند دوار غسان عبود، وسط المدينة أعقبه إطلاق نار كثيف من الأمن والشبيحة، بينما تحدثت معلومات أولية عن سقوط ما بين عشرة إلى 12 شهيدا على الأقل، نتيجة الاقتحام العنيف للمدينة وقراها. كما أفيد عن قطع الطريق الدولي بين البوكمال ودير الزور من قِبَل قوات الأمن، وإعادة جميع الباصات والسيارات المتجهة إلى دير الزور. طيران حربي في حماة وفي حماة، سجل ناشطون دخول عدد من المصفحات برفقة مراسلي قناة الدنيا لمنطقة مشاع الطيار، مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي عنها منذ أمس الأول، وتحليق للطيران الحربي بشكل متواصل في سمائها، ونوهوا إلى وصول المراقبين إلى المدينة أمس برفقة قوات الأمن ورفضهم التحدث مع الناشطين والمواطنين، مشيرين إلى هبوط طائرة مدنية بيضاء اللون في مطار حماة العسكري. وذكر ناشط من بلدة معرزاف أن الجيش الأسدي ترافقه الشبيحة، اقتحم أمس البلدة، وقام بتجميع معظم أهالي القرية في مسجدها، وسجنهم فيه، ثم وضع صور بشار الأسد وأعلام حزب البعث على المنازل، وهدد الأهالي بتدمير بيوتهم لو تمت إزالتها.