أتأمل بحر الدراما الرمضانية وأبحث في ثنايا شخوصها عن قيم تستحق الثروة التي تصرف عليها، إلى أي مدى يمكننا أن نوظف هذا الفن المؤثر في الناس ليتم استثماره في خدمة المجتمع وتحمل المسؤوليات الوطنية والاجتماعية والتاريخية بدلا من تقديم صور مشوهة عن مجتمعاتنا، وتغييب وطمس أجمل ما فيها.. معالمها وتاريخ وإنجازات إنسانها المعاصر، وقيمها النبيلة التي تتآكل. تفتقر الدراما العربية في شكل عام لصناعة أفكار خلاقة تنطلق من آفاق العمل المبدع، بدلا من تمجيد شخصية محورية مختلقة من بنات الأفكار ومحض الخيال، إلا أن تفشي ذلك لم يمنع أن يكون شبه المتعارف عليه تقديم سيرة ذاتية على الأقل كل عام لأحد مشاهير العالم العربي، بعض نجوم الفن والتاريخ ومنهم الشاعر نزار قباني والملك فاروق وسيرة الشيخ الشعراوي.. إلخ. حتى الآن لم يقدم في دول الخليج عمل إبداعي من خلال سيرة شخصية معروفة تعكس هموم المجتمع وشرائحه وتبرز ملامح النجاح وقبول التحدي في التجارب الشخصية بموضوعية وأفكار قابلة للتطبيق. على صعيد وطني.. سيرة روادنا.. أين كتابها ومن بالإمكان تفريغه للتقصي والبحث في ثناياها وتقديمها في قالب درامي يواكب هذا الحشد المفلس لدراما رمضان، ويمنحها البريق المستحق للجذب والمتابعة.. روادنا وعلماؤنا الأجلاء ورموز الوطن من نساء ورجال للأسف لم يبحث كتاب الدراما في واقعهم لتقديم سيرتهم لنا، لاستلهام العبر والفوائد من تجاربهم رغم الزخم الذي تتوفر عليه شخصياتهم. مثلا وليس حصرا، كم جميل لو قدمت سيرة رواد من السعودية في الأدب والتاريخ أمثال: الشيخ المؤرخ حمد الجاسر الأديب الكبير محمد حسين زيدان الشاعر الكبير حسن القرشي الشاعر طاهر زمخشري الأديب محمد عبدالله الحميد الشاعر غازي القصيبي المؤرخ الأديب عبد الرحمن العبيد، الأديب عبد الله بن خميس الأديب عبدالكريم الجهيمان.. وغيرهم ممن ترك أثرا وبصمة تستحق أن تكون سيرة حياة تقدم بطريقة مبسطة، بعيدا عن الأفلام الوثائقية السردية الجامدة.. نحتاج إلى تكتل حكومي وخاص يدعم ويسهل تقديم صورة السعودية وروادها كما هي في الواقع، وبقدر ما كانت الشخصيات المقترحة مبدعة.. ملهمة ومؤثرة. @a22asma [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة