للمدينة المنورة عبق خاص ففي كل رقعة منها تشاهد ماهية التآلف والتكاتف والتلاحم فتشعر بحميمية فيها. وأن تطأ قدماك أرض الحرم النبوي لتجد أولئك المستقبلين يضيفونك ويقربونك من تلك ( السفر) الرمضانية التي تنعم ببعض المأكولات المدنية الخفيفة الشهية والتي تناسب الزوار وتلائم طبيعة المكان كالحيسة وتقوم بإعدادها النساء في المنزل بعد الظهر وهي عبارة عن تمر مطحون يحمص مع الدقيق والسمن البري الأصلي واللوز البجلي المحمص إضافة إلى الدقة المدينية التي يتم تجهيزها من شهر رجب وتتم عملية تنظيفها وتقشيرها وحمصها وطحنها عن طريق النساء في المنزل وكذلك توفير الخبز من نوع الشريك المديني المرغوب على المائدة خاصة مع الدقة واللبن البقري الطازج والقهوة العربية. ولازالت هذه العادات والمثائل هي ديدن أهل طيبة فتتساءل من عام إلى عام هل ستبقى هذه الأريحية الجميلة فتتفأجا في العام الذي يليه أنها متعمقة ومتماسكة. فما أبهاك يامدينة الحبيب ومأمن رسالتها المبجلة فأنت تسكنين في قلب من يزورك ومستحيل أن تندثر صورتك وكرامتك الخالدة في النفوس ولعل بهاءك يبلغ عنانه في المواسم ولرمضان منكِ نصيب فهو فرصة اغتنام وقطوف في الدنيا فحري لكل من تتاح له السُبل أن يهم لزيارتها واكتشاف أغوارها وطيبتها التي لاتنسى. حمد جويبر (جدة)