تمتد في المسجد النبوي الشريف أكبر مائدة إفطار على مستوى العالم - بعد المسجد الحرام - يتسابق في تحضيرها أهالي طيبة الطيبة طيبة رجاء الأجر والمثوبة من الله تعالى حيث يحل الشهر المنتظر لدى المسلمين بشوق يحمل السكينة والخشوع والروحانية، ويتهيأ القائمون على الموائد منذ وقت مبكر بإعداد العدة من شهر رجب وشعبان كل عام بشراء وجلب أفضل أنواع التمور وتنظيفها وتخزينها في ثلاجات كبيرة، كما يقوم البعض بالدفع لأصحاب المطاعم والمطابخ لتقديم وجبة إفطار صائم لعدد كبير من الصائمين. وأوضح عدد من القائمين على هذه الموائد كيفية تجهيز الموائد الرمضانية للصائمين حيث تحدث نواف البلوي قائلا :" نقوم بالموائد الرمضانية لإفطار الصائمين داخل المسجد منذ سنوات طويلة، نقدم التمر والماء وفناجين القهوة التي يتم غسلها وتبخيرها بالمستكة بحيث تكون جاهزة قبل الظهر ليتم نقلها للمسجد ونفضل نقلها عن طريق " الزنابيل " وهي قديمة مصنوعة من القماش لحفظ الأشياء داخلها بشكل آمن، لافتا إلى أن الموائد الرمضانية تتكون من " الحيسة " و تقوم بإعدادها النساء في المنزل بعد الظهر وهي عبارة عن تمر مطحون يحمص مع الدقيق والسمن البلدي واللوز البجلي المحمص، إضافة إلى الدقة المدينية التي يتم تجهيزها من شهر رجب وتتم عملية تنظيفها وتقشيرها وحمصها وطحنها، وكذلك توفير الخبز من نوع " الشريك المديني " على المائدة خاصة مع الدقة واللبن البقري الطازج والقهوة العربية، مشيرا إلى أنه يعمل على رفع كل محتويات المائدة في وقت واحد في أكياس خاصة بالنفايات تسلم لعمال النظافة". الموائد غطت المسجد والأسطح والساحات أما محمد الجهني فقال: نقوم باستعدادات مبكرة لهذا الشهر الكريم ولإفطار الصائمين، وذلك بتقديم أفضل أنواع التمر مع الماء وعصير البرتقال وكذلك "الشريك" ولبن الزبادي والحيسة وبعض الفواكه مثل العنب والبرتقال والموز ونقوم بمد السفر الرمضانية من بعد صلاة العصر. وعد سعود الحربي الموائد الرمضانية من أجل الأعمال بهجة وفرحة، لافتا إلى أنه تغمره السعادة حينما يسمع الدعوات من الصائمين، مضيفا نقوم بإعداد الموائد الرمضانية خارج الحرم في الساحات المحيطة وتبلغ ثلاث موائد نقوم بفرشها بعد صلاة العصر ووضع التمر والشريك ولبن الزبادي والشاي الأحمر والقهوة وفطائر الجبن وكذلك التفاح والبرتقال والموز والعصائر المشكلة والسبموسة والماء. وقال فيصل المغذوي: إن الله أكرمنا منذ أكثر من 8 سنوات بعمل الموائد الرمضانية في ساحة المسجد، نقوم بمد المفارش في الساحة ليجلس عليها الصائمون وتحتوي الموائد على أنواع من الأرز بالدجاج أو اللحم الأرز الكابلي والبخاري والتمر والماء والسمبوسة ولبن الزبادي والبرتقال والتفاح والعنب وأقوم بهذا العمل المشرف أنا وإخواني ونحرص سنويا في هذا الشهر الفضيل بتقديم ما يقربنا إلى الله وكسب الثواب والأجر منه سبحانه.