تنتشر في ساحات المسجد النبوي الشريف موائد إفطار الصائمين، في تسابق بين أهل المدينة على هذا العمل الذي اشتهروا به منذ عقود في شهر رمضان المبارك، طلبا للأجر، في صورة تعكس تآخي المسلمين وتراحمهم. ويتهيأ سكان المدينة منذ وقت مبكر في تجهيز أغراض إفطار الصائمين داخل المسجد النبوي والساحات الخارجية المحيطة به، حيث يقدم القائمون على هذه الموائد أفضل ما عندهم لإفطار الصائم داخل المسجد وخارجه. وقال محمد محمود، أحد مسؤولي موائد الإفطار: إنهم يقدمون أفضل أنواع التمر المديني مع الماء وعصير البرتقال، وكذلك الشريك ولبن الزبادي والحيسة، وبعض الفواكه مثل العنب والبرتقال والموز. أما محمد عمار فقال: إنهم يقيمون الموائد الرمضانية منذ 40 عاما وتوارثوها أبا عن جد، مشيرا إلى أنهم يقدمون التمر الجيد والماء في أواني «التوتوة» المشهورة قديما، وهي عبارة عن كاسات نحاسية يتم تبخيرها بالمستكة يوميا لتعطي رائحة وطعما مميزين للماء، وكذلك فناجين القهوة يتم أيضا غسلها وتبخيرها بالمستكة بحيث تكون جاهزة قبل الظهر ليتم نقلها للمسجد عن طريق «الزنابيل» المصنوعة من القماش. وبين أن الموائد الرمضانية تتكون من «الحيسة» وهي عبارة عن تمر مطحون يحمص مع الدقيق والسمن واللوز البجلي المحمص، إضافة إلى «الدقة المدينية» التي يتم تجهيزها من شهر رجب، وتتم عملية تنظيفها وتقشيرها وحمصها وطحنها في المنزل، وكذلك توفير خبز «الشريك المديني» المرغوب على المائدة، خاصة مع الدقة واللبن البقري الطازج والقهوة العربية. فيما رأى كل من أشرف عابد وعبدالمحسن حافظ وسعد منور، أنهم عندما يقدمون تلك الموائد فهم يشعرون بالسعادة، خاصة عندما يسمعون دعوات الصائمين لهم.