أعلنت جمعية صوت متلازمة داون عن استراتيجية جديدة لتنمية مواردها المالية، وذلك بإنشاء مشاريع أوقاف خيرية لتأمين مداخيل ثابتة للجمعية حرصا منها على استمرارية الخدمات المتخصصة التي تقدمها لمنسوبيها من الأطفال ذوي متلازمة داون والتوسع فيها لاستيعاب أكبر عدد من قوائم الانتظار لهذه الفئة الغالية. وأكدت الأمينة العامة للجمعية صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز أن الجمعية سعت من خلال استراتيجية الأوقاف الخيرية لتنمية الموارد المالية لمواجهة الاحتياجات المتزايدة في ظل التكلفة الباهظة المقرونة بالخدمات ذات الجودة العالية التي تقدمها لأطفال ذوي متلازمة داون، مشيرة إلى أن هناك تطورا كبيرا في أساليب ووسائل التعليم والتدريب والتأهيل لدى الجمعية وذلك وفقا للمعايير الدولية في التعامل مع الأطفال ذوي متلازمة داون، وهذا يتطلب زيادة في الموارد المالية بشكل متناسب مع حجم الخدمات المقدمة لهم. ولفتت الأميرة موضي بنت خالد إلى أن الجمعية لديها خطة لتأمين موارد ثابتة لتمويل خدماتها بالمستوى الذي يرقى إلى ثقة المجتمع فيها كمؤسسة إنسانية متميزة، ولذا شرعت في إنشاء الوقف الخيري «برج صوت1» في الرياض بشارع صلاح الدين، مؤكدة أن هذا البرج هو الخطوة الأولى في تفعيل استراتيجية الجمعية للأوقاف والتي تشتمل على العديد من المشاريع الخيرية المستقبلية. وأوضحت الأمينة العامة لجمعية صوت متلازمة داون، أن مشروع وقف برج صوت1 يقام على مساحة 1238م2، و هو عبارة عن مبنى إداري وتجاري تبلغ مسطحات المباني نحو 9556م2، ويتكون من دور أرضي و 7 أدوار علوية، حيث تصل المساحات المؤجرة في الطابق الأرضي إلى 228م2، والطابق الأول يشتمل على 500م2 مساحة مؤجرة، بينما تبلغ المساحات المؤجرة من الطابق الثاني حتى السابع 3860م2، مبينة بقولها إن البرج يضم العديد من مواقف السيارات، خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة. وأفادت الأميرة موضي بنت خالد، بأن مشروع برج صوت1 يتميز بموقعه الفريد على شارع صلاح الدين وبسهولة الوصول منه وإليه، مشيرة إلى أن المبنى يتضمن نظام شبكة الدائرة التليفزيونية المغلقة cctv ونظاما متكاملا للمعلومات، وكاميرات مراقبة لكامل المبنى ولمواقف السيارات، كما يشتمل البرج على أحدث أنظمة للتحكم ومقاومة الحريق، ويضاف إلى كل ذلك أن جميع الأبواب الخشبية، والخزائن الداخلية من خشب البلوط، وتغطية الجدران لمداخل المبنى من الجرانيت والأبواب مقاومة للحريق، وأن تغطية الحوائط الداخلية والأرضيات من أرقى المنتجات العالمية والوطنية. وأوضحت الأميرة موضي بنت خالد، أن الجمعية ليست مكانا لإيواء الأطفال بعيدا عن منازلهم ولكنها مؤسسة تعليمية وتدريبية وتأهيلية لهؤلاء الأطفال من الولادة حتى 21 عاما، مضيفة أنه خلال هذه المراحل العمرية يتم وضع برنامج زمني تعليمي وتأهيلي للطفل حتى يتمكن في عمر 21 عاما وبعد استكمال مراحل التعليم المختلفة، من التدرب على المهنة المتوافقة مع قدراته وإمكاناته وتوظيفه في نفس مكان العمل الذي يتدرب فيه أو إتاحة اختيارات وظيفية أخرى له. يذكر أن الخطط الاستراتيجية لجمعية " صوت المتلازمة داون" تتضمن تأسيس 5 مدارس للتعليم المتخصص للأطفال ذوي متلازمة داون في جميع أنحاء المملكة، وذلك عبر برنامج زمني محدد، وأن الأولوية لإنشاء المدارس بالمدن ستكون حسب حاجة كل مدينة، علما بأن هذه المدارس تضم الكفاءات المدربة في هذا المجال وهي كفاءات نادرة ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستويين الإقليمى والدولي. كما تسعى جمعية صوت متلازمة داون بمساندة المؤسسات والأفراد الداعمين لرسالتها إلى افتتاح 11 مكتبا فرعيا لتدريب المختصين في مجال تعليم الأطفال في المدارس والمراكز الحكومية والأهلية في مختلف مناطق المملكة. وينتظر أن تقوم هذه المكاتب الفرعية ال «11» بدور آخر لا يقل أهمية عن تدريب الخريجين والخريجات وهو تأهيل أولياء أمور الأطفال ذوي متلازمة داون في كيفية التعامل مع أطفالهم، من خلال مساعدة أولياء أمور هؤلاء الأطفال تفهم احتياجات أطفال متلازمة داون، وإرشاد الأطفال للسلوكيات الحسنة ليعتمدوا على أنفسهم في قضاء كافة احتياجاتهم.