تنتظر السفارة السعودية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا صباح اليوم تسليمها مواطنا تم اعتقاله من قبل السلطات الإثيوبية قبل يومين، بحسب الإجراءات التي تكفلت السلطات بإنجازها في هذه الفترة، فيما يتأخر الإفراج عن معتقلين اثنين آخرين مقابل مساع مكثفة من السفارة للإفراج عنهما في أقرب وقت ممكن، وذلك بعد أن أفرجت عن ثلاثة معتقلين أمس الأول. وكشف سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية عبدالباقي أحمد عجلان ل«عكاظ» عن تفاصيل اعتقالات المواطنين، حيث تم اعتقال اثنين كانا يقومان بنشاط خيري يتمثل في توزيع الصدقات واللحوم، في منطقة (ميركاتو)، وهي منطقة ذات حساسية أمنية وسياسية كونها تشهد مصادمات مع الأمن واعتصامات من المسلمين، إذ تصدق الاثنان ب20 رأسا من البقر، وتكفلا بتوزيعها على الفقراء، ليتم القبض عليهما من قبل الشرطة الفدرالية، وفي ذلك الوقت كان زميلهما الثالث يهم بجلب العشاء لهما، فما أن وصل إليهما حتى وجدهما معتقلين فتم إلحاقه بهما في الحال. الإفراج عن ثلاثة وأضاف السفير عجلان «تم الإفراج عن الثلاثة، بينما لا يزال الرابع معتقلا، وهو متزوج من إثيوبية، ويقدم التبرعات من أمام منزله إلى أن أصبح بيته هدفا يتجمع عنده الفقراء بصفة يومية، واعتقلته السلطات الإثيوبية التي اشتبهت بنشاطه ودوافع تبرعاته». مساع مع السلطات وأوضح السفير عجلان، أن مباحثات تجري مع السلطات الإثيوبية للإفراج عن الاثنين الآخرين «ولم تتم إفادتنا بعد عن مواطن الاشتباه بهما والاتهامات الموجهة إليهما»، مشيرا إلى أن السفارة لم تعلم باعتقالهما إلا من خلال متابعاتها لقضايا المعتقلين الآخرين، فاكتشفت وجود سعوديين اثنين في السجون دون أن تبلغ السلطات الإثيوبية السفارة بذلك.وانتقد السفير السعودي الإجراءات التي تتخذها السلطات الإثيوبية بحق المواطنين «حيث إنها لا تشعر السفارة بذلك، وتعتقلهم وتقبض عليهم دون إبلاغنا، وقد تمت الكتابة بذلك رسميا إلى الحكومة الإثيوبية، إذ نخشى وجود مواطنين معتقلين في مناطق أخرى غير العاصمة ولم نبلغ عنهم». اضطرابات سياسية وأرجع السفير عبدالباقي عجلان هذه الاعتقالات إلى الأحداث الجارية في إثيوبيا، بعد المطالبات بإعادة انتخاب المجلس الإسلامي، والمصادمات المحتدمة مع الشرطة الفدرالية، حيث تسود المنطقة نوبة قلق من تطور الأمر إلى التحريض ضد الأمن. التوقيف المؤقت وأشار السفير عبدالباقي عجلان إلى أنه يجري بين فترة وأخرى القبض على مواطنين في إثيوبيا لارتكابهم مخالفات مرورية، أو وجودهم طرفا في اشتباكات ومضاربات، لكن هؤلاء لا يزيد توقيفهم عن اليوم الواحد. التنبيه على المواطنين ووجه السفير السعودي نداء إلى المواطنين الراغبين في المجيء إلى إثيوبيا «أدعوهم وأرجو منهم ألا يؤدوا أي نشاط خيري كتبرعات أو توزيع صدقات في المساجد أو المدارس وحلقات التحفيظ أو دور الرعاية ونحو ذلك، حيث غدا ذلك نشاطا محظورا في البلاد، ومن يقم به يكن (الاعتقال) نتيجة حتمية أمامه، مقابل أنه يجب عليهم تسجيل المبالغ التي يحملونها عند وصولهم المطار في أديس أبابا، ليحصلوا على تأييد رسمي على ذلك، حيث أن الخروج بها قد يعرض المواطن لتهمة تهريب أو غسل الأموال»، مشيرا إلى أن معدل أعداد المواطنين القادمين للسياحة في إثيوبيا (5) آلاف في الشهر الواحد.ودعا المواطنين أو ذويهم عند التعرض لأي ظرف أن يتواصلوا مع السفارة عبر الأرقام المعلنة في الموقع الإلكتروني، وقال «إن هذا واجب تفرضه علينا المسؤولية، ونمتثل في الدور الذي نؤديه لأوامر خادم الحرمين الشريفين بأن نكون خدمة للمواطنين، وأن نقف على احتياجاتهم، فمكتبي مفتوح، وبيتي كذلك مفتوح». تعليق تأشيرات العمالة على صعيد آخر، نفى السفير عجلان بشدة أن تكون السفارة سببا في تعليق تأشيرات العمالة، وقال إن التعليق يكون بين مكاتب الاستقدام السعودية ومكاتب العمالة الإثيوبية، حيث لا يمكث جواز السفر أكثر من (3) أيام داخل السفارة إلا وقد صار جاهزا للاستلام، حيث تتسلم السفارة بين ألفين و3 آلاف تأشيرة يوميا، وتمنح ما لا يقل عن 1500 تأشيرة في اليوم الواحد، بينما يمكن رفض التأشيرات لأسباب تتعلق بالشروط واستيفائها وإتمام الإجراءات المطلوبة.وأشار إلى أنه تم تشكيل فريق عمل معني بمتابعة تأشيرات العمالة، خاصة في شهر رمضان، حيث يشهد طلبا كثيفا من مكاتب العمل والاستقدام على التأشيرات.