لكي تحصل على منتج ذي جودة عالية، لا بد من نقده قبل وأثناء وبعد إنتاجه أو تفاعله، والنقد ليس هجاء ولا مديحا، النقد عقل متخصص يراقب تفاعل الحدث ويكشف الخلل فيه ويدل على الطريقة الأفضل لإنتاجه بشكل أجمل، النقد يحذرك من الخطأ ويدلك على الصواب، هناك من حكم عليّ وألبسني أوصافا أترفع عن ذكرها في هذا الشهر الكريم؛ لأنني وببساطة قلت إن (الإدارة والمفاوض) لا يتفقان وطموح المدرج المجنون، وقلت أيضا إن مكاسب الموسم المنصرم كانت رحمة من الله لهذه الجماهير الصابرة، وإن التعاقد مع «كماتشو والحوسني» كان للحظ دور أكبر فيه من قدرة المفاوض الذي عجز منذ موسمين في جلب مدرب للفريق إلا مع بداية الموسم. المفاوض والذي منى الجماهير بلاعب رابع يليق بالراقين، لقد تسربت الأيام منه وبدأ سيف الوقت يقترب من رقبته، فكانت بما يشبه رجلا داهمه الجوع في آخر ساعات الليل ولم يجد سوى كسرة يابسة يسد بها رمق جوعه المتأخر، إن صفقة البرازيلي هي صفعة وليست صدمة، لقد صفع به المدرج في أحلامه وآماله وتطلعاته وعاد بهم إلى المربع الأول؛ مربع الانكسارات واللاعبين (أبو ريالين)، لقد كان العجز واضحا في مراحل التفاوض إذ كانت الأسماء ما إن تظهر عن طريق (المصدرجية) حتى تختفي لتظهر أسماء أخرى لم يكن المفاوض أكثر تركيزا مثله مثل مفاوض (الاتحاد) الذي جعل جل تركيزه على (سوزا) حيث كلما ظهرت إشكالية أنهاها في حينها، ظل مفاوض الأهلي مشتت الفكر، قليل الحيلة، أصاب الجماهير بالقلق والصدمة صباح مساء، حتى «بيانهم» يدل على عجز فهو يقول إن المركز يتطلب التدقيق في الاختيار (فهل كان أندرزينهو هو الاختيار الصحيح؟) وهل هذا صيد الصبر والتأخر، لقد كانت أجندتهم خالية من الأولويات!!. ومع هذا وحتى اللحظة، مساء الأمس، ما زال صمتهم سيد الموقف، ولم يظهر حتى بيان عن رابعهم (أندرزينهو) قد حل بالقلعة ولا أعرف إن كان هذا نوعا من كسب الوقت لمعرفة درجة القبول أو ردة الفعل، ذلك لأن المفاوض والإدارة تعرف درجة الوعي العالية التي يتمتع بها المدرج الأهلاوي. لقد كان الرد الجماهيري أكثر رفضا لهذا البرازيلي، الذي وصل لدرجة السخرية من خلال مواقع التواصل التي عرت المفاوض.. فهو آخر من يعرف عن إمكانات اللاعب!!. لقد غابت الشفافية في عملية اختيار الرابع وكانت العتمة عنوان المرحلة، وذلك لكثر ما عرضت عليه من أسماء ولا أعرف إن كان اسم البرازيلي (أندرزينهو) هو طعم آخر رمي في شبكة المفاوض أم كان خيار المفاوض الأخير في وجه الجمهور، إذ ما زال حتى الآن قيد الانتظار إعلاميا أما الواقع فلا يعرف عنه سواهم. إن مشكلة مفاوض الأهلي الأزلية الخوف من تحمل مسؤولية الاختيار وتدرج صلاحية اتخاذ القرار، ويظل السؤال الأخير لرئيس النادي: هل هذا هو الوعد الذي أطلقته في غمرة فرحك بإنجازات الموسم الماضي والذي أكدت فيه أن المحافظة على الإنجازات هي هدفك؟ أم صفعة أرسلتها لمدرج ارتفع مستوى أحلامه وطموحه لدرجة حول الثابت ذات موسمٍ لمتحرك؟. *** وأخيراً كانت الجماهير عند الوعد بقوتها اذا أعادة القرار لها ها هو البرازيلي «الصفعة» يلحق ب«كامبوس» وأصبح أمام المسيرين بالنادي توجه وأحد «صوت المدرج» فهو القوة الذي تحرك وتشرع داخل النادي. *** للزملاء علي مكي، أحمد الشمراني، علي الزهراني، سامي القرشي، «الأهلي» أولا وعاشرا، ما كنت أود أن أمد قدمي لكنه قدري فارتضيت به وحمدت الله عليه.